اعترف محمد ايدير بن مشنان ممثل وزارة الشؤون الدينية بوجود فوضى الفتاوى في الجزائر، لكنه أكد أنها لم تصبح بعد ظاهرة, موضحا ''لا نريد التهويل فالفتوى مستويات والفوضى تنعدم في المؤسسات الدينية أو في المجلس الإسلامي الأعلى أما على مستويات أخرى تعيش الساحة فوضى في المجتمع''. وقال المتحدث في الحصة الإذاعية للقناة الأولى ''جدل'' أمس إن الفوضى على مستوى السلوك اليومي، ترجع إلى الناس الذين يفتون بغير علم ولم يصلوا بعد إلى المستوى، وفيه نقص وعي لدى السائلين، ''فليس كل من يطلق لحية ويصلي في الصف الأول يسأل بل ينبغي للشخص المؤهل فقهيا فقط. وأكد ممثل وزارة الشؤون الدينية أن ''إقبال الجزائريين على الفضائيات تراجع بنسبة كبيرة مقارنة مع العشر سنوات الماضية''، وهذا حسبه، بعد أن ظهرت قنوات إذاعية وفضائيات القرآن الكريم في الجزائر تستجيب لمطالبهم. أما عن بعض الإحصاءات التي تصدرها بعض المراكز الدولية، شكك المتحدث في مصداقيتها وقال'' لا ينبغي أن نأخذها بالتسليم ونحن نشكك فيها، فهناك مراكز معينة تريد إثارة الإحباط في المجتمعات الأخرى''. وكشف بالمناسبة عن إرسال بعثة من الأئمة مشكلة من 50 إماما إلى الأزهر الشريف من أجل الحصول على الماجستير والدكتوراه. وامتعض المتحدث من قلة حضور حلقات الدين عبر مساجد الجمهورية، وأكد أن الوزارة لا تسمح للإمام البسيط بالإفتاء في الأمور الكبيرة. من جهته قال الشيخ شمس الدين بوروبي إن أسباب فوضى الفتوى تعود إلى غزو الوهابية والسلفية والفكر المشرقي الجزائر، حيث شكلوا حسبه مرجعية تخالف المذهب المالكي الذي تنتهجه الجزائر. وأرجع المتحدث الفوضى في الجزائر أيضا إلى فتوى تصنعها المخابرات الغربية، حيث أكد وجود 400 موقع إسلامي من صنع نصارى والجزائريون يلجأون إليه في أمور دينهم. وانتقد الشيخ بنك الفتاوى الموجود في موقع وزارة الشؤون الدينية أين أكد أنه لا يقضي على المشكلة، فالناس حسبه لا تعرف الأنترنيت، داعيا الوزارة إلى التفكير في كيفية الوصول إلى أبسط جزائري. وقال إنه من أسباب فوضى الفتاوى عدم الاهتمام بالإمام الذي يتقاضى أجرا زهيدا، ومقابل ذلك يقول، نطالبه بمحاربة التنصير والرشوة، فالإمام لا يملك مكتبة ولا مسكنا ولا سيارة، مشددا على أن الأئمة لا زالوا يبيتون في المساجد فالإمام يقول شمس الدين مشغول بالخبز لا يملك سيارة ولا تلفزة ولا أنترنيت، مشيرا إلى أن الجزائر احتقرت علماءها.