لأول مرة منذ 3 عقود، أدى أمس رئيس المخابرات المصرية «عمر سليمان» اليمين الدستوري كنائب لرئيس الجمهورية، ويقوم اللواء عمر سليمان بدور سياسي هام منذ عدة سنوات فهو مسؤول عن جميع ملفات السياسة الخارجية الحساسة ومن بينها على وجه الخصوص النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وبعد تعيين نائب لرئيس الجمهورية، وكان الرئيس مبارك وعد في خطاب إلى الأمة، مساء أول أمس، بتشكيل حكومة جديدة اعتباراً من أمس في محاولة لامتصاص حركة الاحتجاج الشعبي العارمة التي شهدتها البلاد منذ خمسة أيام أسفرت حتى الآن عن سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى. وبينما تواصلت المظاهرات في مختلف المدن المصرية، استمرت المواقف الدولية والعربية المرتبطة بالتطورات المصرية، إذ أجرى العاهل السعودي الملك «عبد الله بن عبدالعزيز» اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري، أكد خلاله أن «الإنسان العربي والمسلم لا يحتمل أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة، واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريباً وترويعاً وحرقاً ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. كما أجرى الزعيم الليبي «معمر القذافي» اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري، «حسني مبارك» ليبحث معه تطور الأوضاع في مصر. من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية «عمرو موسى» عن «قلقه البالغ» للأوضاع المضطربة التي تشهدها مصر حاليا داعيا «الجميع» إلى مراعاة المصلحة العليا للبلاد. على الصعيد الدولي دعا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي «هيرمان فان رامبوي» إلى إنهاء العنف في مصر، ووقف إراقة الدماء وإطلاق سراح جميع المحتجزين، ومن فرضت عليهم إقامة جبرية لأسباب سياسية ومنهم شخصيات سياسية، وأضاف «تسيئني للغاية موجة العنف التي تقود إلى وضع يزيد من صعوبة إجراء حوار». كما أعرب الاتحاد الإفريقي عن "قلقه" من التظاهرات العنيفة ومن الوضع السياسي في مصر، كما قال رئيس مفوضية الاتحاد «جان-بينغ» في مؤتمر صحافي عقده في أديس أبابا. كما أوصت وزارة الخارجية الفرنسية أمس على موقعها الإلكتروني رعاياها ب«إرجاء السفر» غير الضروري إلى مصر التي تشهد اضطرابات في الوقت الحالي، استناداً إلى توصية أمانة الدولة لشؤون السياحة بتعليق الرحلات إلى مصر المقررة لنهاية الأسبوع، وأضافت الوزارة «يطلب من الفرنسييين الموجودين في مصر الحد من تنقلاتهم قدر الإمكان والبقاء بعيداً عن التجمعات».