أكد الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو «محمد عبد العزيز» أن سلطات الاحتلال المغربي عمدت إلى ارتكاب عمل قمعي ووحشي جديد بحق المدنيين الصحراويين بمدينة الداخلةجنوب الصحراء الغربيةالمحتلة، وجاء ذلك في رسالة وجهها إلى «بان كي مون» الأمين العام للأمم المتحدة. وقال الرئيس الصحراوي-حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية- أن سلطات الاحتلال في هذه الآونة بالذات كانت بصدد تنظيم عملية دعائية تسميها " «الصحراء والبحر» والتي لم تحظ بالترحيب والتجاوب من طرف السكان الصحراويين الذين عبروا - كما قال -بشكل دائم عن «رفضهم لأي شكل من أشكال فرض واقع الاحتلال اللاشرعي المغربي لبلادهم». وأمام هذا الموقف المشروع- يضيف عبد العزيز- المنسجم مع ميثاق وقرارات الأممالمتحدة فقد حضرت سلطات الاحتلال المغربي ونفذت عملا انتقاميا جبانا ضد مواطنين مسالمين لا ذنب لهم سوى أنهم ظلوا متمسكين بحقوقهم الوطنية المشروعة انسجاما مع ميثاق وقرارات الأممالمتحدة المطالبة بتمكينهم من حقهم في تقرير المصير والاستقلال عبر استفتاء حر عادل ونزيه. وقال الرئيس الصحراوي أن القوات المغربية اختارت مرة أخرى الساعات الأولى من الفجر على غرار ما وقع لدى اجتياحها العسكري لمخيم «اقديم إيزيك» ومدينة العيونالمحتلة، حيث اختارت هذه المرة حوالي الساعة الثالثة من صبيحة يوم السبت 26 فيفري الماضي لتقوم مختلف أدواتها القمعية بمهاجمة المواطنين الصحراويين ومداهمة منازلهم وتدمير محتوياتها وإحراق سياراتهم في عدة أحياء من المدينة مثل «اكسيكسات» و«أم التونسي» و«البراريك» و«بئر انزران» «والمسيرة 01» وغيرها. وأبرز الأمين العام لجبهة البوليساريو أنه أمام وحشية الهجوم وما خلفه من أضرار بشرية ومادية فقد خرج السكان الصحراويين للتعبير عن احتجاجهم وللمطالبة بتوفير الحماية للمدنيين العزل وممتلكاتهم والإسراع بمعاقبة الفاعلين ومحاكمة كل المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي. وأضاف الرئيس أنه بحلول الساعة الخامسة من مساء يوم 26 فيفري فوجئت التظاهرة السلمية الصحراوية بهجوم وحشي جديد حيث تضاعف عدد المشاركين فيه، وزادت حدة العنف الهمجي ضد التظاهرة السلمية الصحراوية والذي استمر إلى حدود العاشرة من مساء اليوم نفسه. وقامت أدوات الاحتلال المغربي -يضيف الرئيس في ذات السياق-بتدمير وحرق منازل وسيارات المواطنين الصحراويين خلال هذا الهجوم الثاني الذي شمل شوارع في أحياء عديدة من مدينة الداخلة مثل أم التونسي ولبيشات وبئر انزران ولبراريك والمسجد والغفران والرحمة وحي 46 والسلام. وتعيش مدينة الداخلة -كما يقول عبد العزيز -اليوم حالة حصار عسكري مشدد وتواجد بوليسي وأمني مكثف بما فيه أعداد كبيرة من عناصر الأمن في زي مدني تقوم باستفزاز مستمر للصحراويين وتكرر شعارات عنصرية ضدهم. و أضاف أن غياب التحرك الدولي «العاجل والفاعل» لتفادي ما وقع جراء الهجوم العسكري المغربي ضد النازحين الصحراويين في مخيم اقديم إيزيك ومدينة العيون في 8 نوفمبر 2010 رغم التحذيرات الملحة لا يجب أن يتكرر في مدينة الداخلة التي تعيش أجواء حصار وتضييق واحتقان ونية مبيتة من سلطات الاحتلال المغربي. وطالب الرئيس الصحراوي الأمين العام للأمم المتحدة ب«التدخل» العاجل من أجل توفير الحماية الضرورية للسكان الصحراويين المسالمين العزل في مدينة الداخلة والإسراع بفتح المدينة أمام المراقبين والإعلاميين الدوليين المستقلين. كما أكد «عبد العزيز» للأمين العام للأمم المتحدة الحاجة الماسة والعاجلة لتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو، حتى تشمل حماية حقوق الإنسان في الإقليم ومراقبتها والتقرير عنها.