أعلن رئيس المجلس الانتقالي بليبيا «مصطفى عبد الجليل» أن أمام العقيد معمر القذافي ساعات للتنحي عن السلطة ووقف قصف المدن مقابل عدم ملاحقته جنائيا. وأبلغ عبد الجليل قناة «الجزيرة» القطرية، أمس الثلاثاء في اتصال هاتفي معها من مدينة البيضاء، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، أن منظمات حقوقية في طرابلس عرضت تخلي القذافي عن الحكم مقابل عدم ملاحقته. وأضاف أن أمام القذافي 72 ساعة ليترك الحكم مع وقف قصفه للمدن مقابل عدم ملاحقته. وكان عبد الجليل ابلغ قناة «العربية» السعودية التي تبث من دبي إن القذافي لم يعد له مكان في ليبيا، وإن عليه التنحي، مضيفاً أن الشعب الليبي مستعد للتنازل عن ملاحقته إذا قرر التنحي. وأضاف عبد الجليل أنه لم تكن هناك أي مفاوضات مباشرة مع معمر القذافي. وكانت القناة نقلت عن متحدث باسم المجلس الانتقالي أن ممثلاً للعقيد القذافي طلب بحث اتفاق يقضي بتنحيه. الحرس الثوري الليبي يلقي بقنبلة في فندق بمدينة بنغازي ألقت عناصر تتبع الحرس الثوري الليبي التابع للزعيم معمر القذافي الثلاثاء بقنبلة من إحدى نوافذ فندق يقيم فيه صحفيون أجانب قرب وسط مدينة بنغازي الساحلية الواقعة شمال شرقي ليبيا. وقال مواطن من سكان بنغازي يدعى نزار لوكالة الأنباء الألمانية إنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى جراء الانفجار الذي أصاب فندق (أوزو). وقال إن السكان المحليين يبحثون عن أحد عناصر الحرس الثوري يعتقد أنه متورط في تبادل لإطلاق النار بحسب وصف أحد العاملين في الفندق. وكانت مدينة بنغازي أول المدن الليبية الكبرى التي سقطت في أيدي الثوار الذين يدعون للإطاحة بالقذافي الذي يحكم منذ نحو 42 عاما. المعارك متواصلة في مدينة الزاوية وتتواصل المعارك في مدينة الزاوية الليبية قرب طرابلس، في وقت استمرت فيه الاشتباكات بمدن عدة شرقيّ البلاد بينها رأس لانوف، وسجل ثاني انسحاب لقوات الثوار من «بن جواد» في حركة وصفت بانكفاء تكتيكي، وسط تأكيد من أحد أبناء معمر القذافي بأن الجيش ما زال خارج المعركة. وقال الناشط السياسي «عبد الجبار الزاوي» لقناة الجزيرة هاتفيا إن قوات القذافي تتحكم في مداخل الزاوية، وإن الثوار قاوموا بشراسة كتائب القذافي، ودمروا ثلاث دبابات وقتلوا من فيها، وهم يحاصرون قناصة انتشروا في بعض المباني. وتعرضت بعض المباني لقصف بالدبابات والمدفعية، هوى أيضا بجزء كبير من فندق يقع وسط البلدة. في غضون ذلك أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن المجلس رفض عرض تفاوض من معمر القذافي قبل أن يتنحى.لكن «عبد الجليل» صرح في بنغازي أن المجلس لن يلاحق القذافي قضائياً إذا تنحى وغادر ليبيا. وكانت وسائل إعلامية عربية قالت الاثنين إن الزعيم الليبي معمر القذافي يسعى للتوصل إلى اتفاق يسمح له بالتنحي. وقال «الساعدي» نجل القذافي أن والده لا يمكنه التنحي كما يطالب المعارضون لأن ذلك سيؤدي إلى حرب أهلية. القذافي يريد ضمانات له ولعائلته وقالت «الجزيرة» إن القذافي عرض على المعارضة المسلحة عقد اجتماع للمؤتمر الشعبي العام للسماح له بالتنحي بضمانات معينة. وأضافت أن القذافي قدم هذا الاقتراح إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ومعظمها في شرق البلاد. ونقلت عن مصادر في المجلس قولها أن القذافي يريد ضمانات لسلامته الشخصية وسلامة عائلته وتعهدا بألا يقدموا إلى المحاكمة. وقالت الجزيرة إن مصادر من المجلس الوطني الانتقالي أبلغت مراسلها في بنغازي أن العرض مرفوض لأنه يعادل خروجا "مشرفا" للقذافي و"تنازلا عن حقوق ضحايا جرائم الحرب وجرائم بحق الإنسانية". ونسبت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية وصحيفة البيان التي تصدر في الإمارات العربية المتحدة إلى مصادر لم تسمها قولها أن القذافي يسعى للتوصل إلى اتفاق. وقال مصدر قريب من المجلس الوطني الانتقالي أنه سمع أن "صيغة اقترحها الجانب الآخر تتضمن تسليم القذافي السلطة إلى رئيس مؤتمر الشعب العام (البرلمان) ومغادرة البلاد ومعه مبلغ معين من المال". وأضاف المصدر قوله "قيل لي أن هذه المسألة المتعلقة بالمال عقبة خطيرة من وجهة نظر المجلس الوطني". وقال أنه استقى هذه المعلومات من مصدر واحد قريب من المجلس. وقال «عصام غرياني» المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني "لم يعرض اقتراح كهذا على المجلس على قدر علمي". وكان «جاد الله عزوز الطلحي» رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات وهو من شرق ليبيا ظهر في التلفزيون الحكومي الاثنين وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لحقن الدماء. وردا على سؤال عن هذه الكلمة قال «أحمد جبريل» المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي أنه على معرفة بوثيقة بالطلحي -وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي- إلا أن «جبريل» أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرا إلى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى. الساعدي يحمل شقيقه بعض المسؤولية وقال المجلس الوطني الانتقالي أنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة القذافي وأن أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي. من جهة أخرى، قال الساعدي نجل القذافي الاثنين إن والده لم يزج بجيشه في معركة كاملة ضد المتمردين إلى الآن ليدخره لحماية ليبيا من هجوم أجنبي وأنه إذا فعل ذلك فقد تندلع حرب أهلية. وفي مقابلة مع محطة تلفزيون العربية الفضائية قال الساعدي أيضا أن الزعيم الليبي لا يمكنه التنحي كما يطالب المعارضون لأن ذلك سيؤدي إلى حرب أهلية. وحمل الساعدي شقيقه سيف الإسلام بعض المسؤولية عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد وقال أن سيف الإسلام قد سعى لعمل إصلاحات قبل الاضطرابات لكنه اخفق في معالجة مشكلات الليبيين العاديين. وأضاف الساعدي الذي احترف كرة القدم لفترة قصيرة في ايطاليا قبل أن يتجه لمجال الأعمال "القبائل كلها مسلحة وفيه قوات من الجيش الليبي والمنطقة الشرقية هي المسلحة فالوضع ليس مثل تونس ومصر". وبخصوص سيف الإسلام قال الساعدي "كان القائد يقول لهم (سيف الإسلام والوزراء) يوميا.. أنتم تسيرون الأمور والميزانية والقبائل والمدن لكن في أشياء ما تتبعوهاش (لم يتتبعوها)" مثل عدم حل قضايا كارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تهم الليبيين. وتعرضت جهود الإصلاح التي بذلها سيف الإسلام لانتقادات من جانب المعارضة في الداخل والنخبة الحاكمة بل ومن أفراد أسرته على حد قول محللين. وكان سيف الإسلام الذي تلقى تعليمه في بريطانيا متحدثا باسم والده خلال الاضطرابات. واحترف الساعدي لعب الكرة في دوري الدرجة الأولى الايطالي بين عامي 2003 و2007 لكنه لم يشارك كثيرا في المباريات. ودرس الساعدي الهندسة ويحمل رتبة عسكرية وتحول في وقت لاحق إلى مجال الأعمال. وقال في مقابلة العام الماضي انه صاحب فكرة مشروع إنشاء منطقة للتجارة الحرة على شاطئ المتوسط غربي طرابلس. وحينما انتشرت أعمال العنف في مدينة بنغازي في شرق ليبيا في منتصف فيفري تحدث الساعدي في الإذاعة المحلية كي يقول أنه عين قائدا للمدينة. وبعدها سيطر الأهالي على بنغازي وأخرجوا قوات القذافي.