يعني الرماديُّ الثقيلُ تخلصَ الألوانِ من ألوانها وفناءَها في لونها العبثي في لونِ الرماديِ الثقيلِ فناءها في حضرة المصباح حين تذوبُ في جسدِ الفتيلِ فناءها في ربكةِ الألوانِ في عششِ الدجاجِ وفي بيوتِ العنكبوتِ وفي معانقةِ المصيرِ كغائبِ نشتاق عودته لنبكي في مساءلةِ الهواجسِ عن مسببِها وفي مطرٍ بليلٍ لا تحدثُك السماءُ به وفي حزنِ المقابرِ حين يغلبُكَ الحنينُ وفي خيالِ الكهفِ حين يمرُّ ثم يغيبُ يعني الرماديُّ الثقيلُ حيادنَا لما ستشتبكُ الجيوشُ معاً سيكفينا التفرجُ والخروجُ أكفانا بيضاءَ لا ذنب يعلوها ستكفنا الجروحُ من الشظي من معاتبةِ الضميرِ لأننا لا شأن يعنينا سوى رصدِ المعاركِ والبكاء على دمٍ لزجٍ يسدُّ السهلَ