اختتمت أوّل أمس، بقاعة المحاضرات بفندق السفير فعاليات دورة الأمانة العامة للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بمشاركة 16 عشر دولة، هذه الندوة التي نظمت تحت عنوان”معالم الحداثة في الأدب الجزائري المعاصر تمخّض عنها بعد ثلاثة أيام من المناقشات توصيات هامة بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات شراكة ثنائية بين مختلف الاتحادات”. وقد نظمت هذه الدورة تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وإشراف وزيرة الثقافة خليدة تومي، في ظل التحولات والحراك الذي تشهده المجتمعات العربية، حيث كانت هذه الدورة فرصة لمختلف الاتحادات القطرية لطرح انشغالاتها ومحاولة منها لمواكبة التغيرات المتسارعة في الوطن العربي، حيث جاء البيان الإختتامي الذي ألقاه حمزة برقاوي عضو المكتب التنفيذي لإتحاد الكتاب الفلسطينيين معبّرا عن عمق إحساس الكتاب العرب بالمسؤولية إزاء الظروف التاريخية الفاصلة التي تمرّ بها أمتنا العربية، فهم على وعي بما يحاك اتجاه أمتنا لتفريقها وتقسيمها، وقد أكدّ البيان الاختتامي على نصرة الكتاب والأدباء العرب لمطالب شعوبها بحياة كريمة قائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة وحقها في الاختيار الحرّ والنزيه لمن يرعى مصالحها دون أيّة ضغوطات أجنبية، حيث أكدّ المشاركون على انتمائهم لوطنهم العربي، واستمرارية نضالهم من أجل الحفاظ على وحدتهم القومية التي سيكونون لها نصيرا ويساندونها رؤية وتفكيرا، كما أجمعوا على حق الفلسطينيين في المقاومة وإقامة دولتهم على أرض فلسطين، وإعلان القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية. وعلى هامش فعاليات مراسيم الاختتام صرّح ل “الأيام” الدكتور محمد سلماوي الأمين العام لإتحاد الأدباء والكتاب العرب بأن البيان الاختتامي للندوة: “يشكّل دعما معنويا وأدبيا وتاريخيا للثورات العربية في كافة الأقطاب لما تحمله من تطلع للحرية والديمقراطية، فهذه المرحلة تمثل صحوة شعبية تبنت فيها الشعوب العربية كافة الشعارات التي طالما دعا إليها أدباء وكتاب الوطن العربي، فالكتاب هم من يعبرون عن ضمير الأمة وآمالها ومواقفها القومية والوطنية، وهذه الدورة رغم أنها كانت اعتيادية في جدول أعمالها إلاّ أنّ مضمونها كان استثنائيا وخاصا نظرا لطبيعة الراهن العربي الذي يمثل تحوّل تاريخي فاصل في حياة الأمة العربية”
وقد توّجت هذه الندوة بمجموعة من التوصيات ألقاها الدكتور نوار عبيدي على مسامع المشاركين، فبالنسبة لورشة تطور النقد السردي تمت الدعوة للعمل على تشجيع الأعمال النقدية والتعريف بالنص السردي الجزائري من خلال تطبيق المناهج والإجراءات النقدية الحديثة. وفيما يخص تجليات في الخطاب الشعري المعاصر، فحثّ المشاركون على ضرورة إفساح المجال للشعراء الجزائريين وتشجيعهم وتحفيزهم على نشر أعمالهم، وإدراج أعمالهم الشعرية لاسيما الحديثة منها ضمن مجالات البحوث العلمية الجامعية، بالإضافة إلى ضرورة إقامة ملتقيات وطنية و عربية و حتى دولية قصد تحقيق التواصل الدائم بين المشرق والمغرب. أمّا أدب الطفل فاتفق المشاركون على ضرورة إعطائه الأهمية التي يستحقها خاصة في مجال الألعاب الإلكترونية وشبكة الإنترنت، تشجيع الكتابة للأطفال وتخصيص جائزة لأحسن مجموعة قصصية و أحسن ديوان شعري مخصص للطفل، والعمل على نشر القيم الأخلاقية والوطنية والإنسانية عبر كافة الأجناس الأدبية الموجهة للطفل. كما نوّه المشاركون في الندوة بالجهود المبذولة من طرف السلطات الجزائرية وخاصة إتحاد الكتاب الجزائريين لحسن التنظيم والترتيبات التي انتهجها، حيث أثمرت هذه الجهود في نجاح هذه الدورة، كما عيّنت الجزائر كنائب أوّل لدى الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب العرب.