عبر رئيس فرع إتحاد الكتاب الجزائريين بالأغواط الأستاذ بوفاتح عبد العليم عن تفاؤله بانعقاد دورة الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب العرب بالجزائر مشيراً إلى الأثر الإيجابي الذي ستتركه هذه التظاهرة في إعادة بناء البيت الداخلي والسماح للجزائر بأخذ مكانتها المعهودة على الخارطة الأدبية العربية والعالمية. بداية وقبل أن نبدأ بالحدث الهام الذي ستحتضنه الجزائر المتعلق باستضافة الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب العرب، أود أن أُعرج بداية على جانب الخلافات التي يعرفها إتحاد الكتاب الجزائريين، فهل تراها تعبر عن حالة صحية يمر بها الإتحاد حالياً، أم هي أمر عارض وغير مرغوب فيه ؟ بالرجوع إلى الوراء قليلاً نرى أن هذه الخلافات والنزاعات ليست وليدة الساعة، بل هي امتداد لنزاعات سابقة. لكننا إذا نظرنا إلى واقع الإتحاد اليوم بنظرة منصفة وموضوعية نستطيع القول بأن الإتحاد قد خطا عدة خطوات إيجابية، وهذا الكلام ليس كلاماً نظرياً فقط، وإنما هناك عدة أشياء ملموسة منها على سبيل المثال أن الرئيس الجديد للإتحاد وللأمانة قد مدَّ يده للجميع، وبالتالي فإن هذه الحركية والتعددية في الآراء والأفكار ينبغي أن تكون بطريقة حضارية تعكس مستوى الكاتب الجزائري، ومن الأشياء الملموسة أيضاً التي حققها الغتحاد منذ المؤتمر الوطني 2009 إلى اليوم هو تنظيم للبيت الداخلي للإتحاد بدءاً من المكتب الوطني والأمانة الوطنية وانتهاء بالفروع على مستوى الولايات وهذا ما تطلب جهوداً مضنية لتنظيمه. والجدير بالذكر أن الإتحاد يزداد تطوراً ونشاطاً يوماً بعد يوم، كما يزداد تماسكاً وتطلعاً إلى المستقبل وهذا ما ينبغي أن يباركه الجميع بعيداً عن الخلافات العقيمة والحسابات الشخصية. في نظرك، هل الإتحاد اليوم قادر على تخطي الصعاب التي تواجهه ؟ الإتحاد كما ذكرت بصدد إعادة ترتيب البيت من أجل القيام بانطلاقة قوية بحيث يكون التركيز على المستقبل الواعد للكاتب والمثقف على حد سواء. في إطار احتضان الجزائر لدورة الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب العرب، هل ترى أن هذه التظاهرة بامكانها أن تسمح للجزائر بأخذ مكانتها على الصعيد الأدبي ؟ إن هذه التظاهرة في حد ذاتها تعد إنجازاً كبيرأً يدل بوضوح على عزم إتحاد الكتاب الجزائريين على أخذ مكانته التي يستحقها على المستوى العربي، وفي الوقت نفسه تثبت هذه المناسبة جدارة الجزائر ودورها الرائد وحضورها الدائم. من منظورك، هل ترى أن الورشات الثلاث المقامة على هامش هذه المناسبة على غرار ورشات “النص السردي الجزائري”،و”الخطاب الشعري المعاصر،”وأدب الطفل” كافية للإلمام بالمشهد الأدبي الجزائري ؟ أرى أن هذه الورشات الثلاث من شأنها أن تقدم فكرة كافية عن الأدب الجزائري الذي مازال لم يحظ بحقه من البحث والدراسة، وذلك راجع إلى عدم مواكبة النشاط النقدي للحركة الأدبية في الجزائر هل ترى أنه حان وقت المصالحة الثقافية، خاصة إذا علمنا بامكانية ما ستفعله هذه التظاهرة كأداة لجمع شمل المثقفين الجزائريين وكسر حاجز التشتت والانقسام فيما بينهم ؟ إن انعقاد هذه الدورة في الجزائر فرصة يلتقي فيها الكتاب والمثقفون العرب على اختلاف مشاربهم ما يُوطد أواصر التواصل من خلال تبادل الرؤى والأفكار، وفي الوقت نفسه يجد الكاتب والمبدع الجزائري المجال مفتوحاً أمامه ليكون طرفاً إيجابياً في هذا التواصل المثمر، وهذا ما يتطلب من الكتاب الجزائريين أن يكونوا يداً واحدة في بناء أفق مشرقة وواعدة للإتحاد. في ختام هذا الحوار، كيف ترى انعكاسات التحولات الحاصلة في الوطن العربي على إفرازات الساحة الأدبية العربية عموماً ؟ إن العالم العربي باعتباره جزءاً من المنظومة العالمية، فإن كل هذه التحولات الجارية هذه الأيام لابد أن تترك بصماتها على الساحة الأدبية إيجاباً أو سلباً، ذلك أن الكاتب والأديب يعكس هذه الإفرازات من خلال إنتاجه، فهي كالسيل الجارف، ولذلك يجب إنتقاء ما ينفع الناس لِيَمْكُثَ في الأرض لِيَعْمُرَهَا ويرتقي بها، وتلك هي رسالة الكاتب والأديب الذي يبني ولا يهدم ويحترق لينير دروب الآخرين.