افتتح أول أمس بمقر إتحاد الكتاب الجزائريين بشارع ديدوش مراد، بالعاصمة، المقهى الأدبي في حلة جديدة، بحضور نخبة من الوجوه الثقافية والإبداعية والناشرين، وذلك بمبادرة من دار النشر »الحكمة«، وذلك في سياق تفعيل اللقاءات الثقافية، خاصة في ظل غياب الفضاءات والهياكل الثقافية، وتراجع حضور وأداء المكتبة الوطنية عن تنظيم لقاءات مع النخبة الثقافية. وأوضح رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة في كلمته الافتاحية، بمناسبة الكشف عن الحلة الجديدة للمقهى الأدبي، أن هذه الخطوة تندرج ضمن إستراتيجية الإتحاد التي شرع فيها منذ سنة، والتي تهدف إلى إنشاء فضاءات للتواصل والحوار بين كل المثقفين والإعلاميين الجزائريين دون إقصاء، وينفتح الإتحاد على كل التوجهات، باعتباره مؤسسة فكرية حاضنة لكل المثقفين بمختلف مشاربهم. كما كشف شقرة عن قائمة من أهم الأسماء الأدبية الجزائرية والعربية، التي ستنشّط المقهى الأدبي، على غرار سميح القاسم. وفي السياق ذاته أشار رئيس اتحاد الكتّاب أن التطورات التي تشهدها المنطقة العربية على المستوى السياسي أثّرت على قائمة المشاركين في نشاطات الفضاء الجديد، من ذلك أن الأحداث التي عاشتها مصر أخّرت موعد قدوم الناقد جابر عصفور إلى الجزائر الذي وجه له إتحاد الكتّاب الجزائريين الدعوة، حيث كان من المنتظر استضافته شهر أفريل القادم، ونفس الإشكال طرح بالنسبة للمثقفة التونسية جميلة الماجري. وكشف يوسف شقرة رئيس إتحاد الكتاب الجزائريين أن الجزائر ستحتضن منتصف جوان القادم دورة الأمانة العامة لإتحاد الكتّاب العرب بعد توصيات لقاء ليبيا، حيث سيتم تنظيم ندوة حول »راهن الأدب الجزائري« التي ستعرف مشاركة أدباء ومثقفين من 16 دولة لتشريح تجربة أدب الطفل والسرد والنص الشعري الجزائري. وأضاف المصدر ذاته أن هذا المقهى الأدبي سيكون بمثابة خطوة أولى، تتبعها خطوات أخرى ستشمل العديد من الولايات من خلال فروع اتحاد الكتاب الجزائريين. وأفاد يوسف شقرة رئيس إتحاد الكتاب الجزائريين أنّه من بين المشاريع الأخرى التي يراهن عليها الإتحاد هو إعادة بعث مجلة الإتحاد التي كما قال »حنّطت مثلما حنّط النادي منذ سنوات«. من جهته أكد الناشر أحمد ماضي المدير العام لدار »الحكمة« للنشر، ورئيس نقابة الناشرين الجزائريين أن هذا الفضاء الأدبي سيكون مفتوحا على مصراعيه لكل المثقفين دون إقصاء، حيث سينظّم مرتين كل شهر، وقد اختير له يوم الأربعاء من أيام الأسبوع، وهو الموعد للقاء المثقفين فيما بينهم في فضاء حميمي خاص. وأوضح ماضي أن هذا المقهى الذي تنطلق أولى حلقاته يوم 30 مارس الجاري سيكون فرصة لتكثيف فضاءات الحوار والتعاون والترقية الثقافية بين كافة المشارب والآراء، وقال أن المقهى الأدبي سيعمل على الترويج لإبداعات المثقفين بالوسائط العصرية عبر شبكة الإنترنيت لتواصل الكتّاب وروّاد المقهى. ومن المنتظر أن يستضيف العدد الأول من المقهى الأدبي الإعلامي والمسرحي سمير مفتاح في قراءة لنصه المسرحي الفائز بجائزة رئيس الجمهورية علي معاشي لعام 2009 الموسوم »المرآة«.