عرض نهاية الأسبوع المنصرم؛ بقاعة ابن زيدون بالجزائر فيلم “قداش اتحبني” آخر أعمال المخرجة فاطمة الزهراء زعموم بحضور الأخيرة والطاقم التّمثيلي والتقني. ومن المقرر عرض الفيلم بدور العرض عبر التراب الوطني يوم 19 ماي المقبل. الفيلم يتناول موضوعا اجتماعيا حساسا يتعلّق بمصير الأولاد بعد انفصال الوالدين حيث اختارت المخرجة والكاتبة والفنانة التشكيلية فاطمة الزهراء زعموم في ثاني عمل روائي طويل لها موضوع جواري يتناول حياة أسرة عاصمية من خلال العلاقة بين ثلاث أجيال الجد والجدة والأولاد والحفيد عادل. بعد خلافات جادة بين الأم والأب يجد الطفل الصغير عادل نفسه فجاة في منزل الجد وتبدأ رحلة التأقلم والعذاب بسبب غياب الأم والأب المنغمسين في مشاكلهما الشخصية دون اعتبار لنفسية الطفل ومعاناته. تحاول المخرجة وهي أيضا كاتبة السيناريو على مدى ساعة و38 دقيقة فتح نافذة على المشاكل الأخرى التي يعاني منها المجتمع من خلال طرحها لظاهرة الطلاق في الجزائر التي تزداد حالاتها يوما عن يوم. ومن خلال تعريتها لواقع أسرة جزائرية بسيطة تسعى فاطمة الزهراء إلى تقديم العلاقات الصعبة داخل الأسرة وأيضا من خلال العلاقة مع الآخرين وكذا مسالة الزواج ونظرة المجتمع للعلاقة التي تنشا بين الفتاة والشاب. لكن رغم جدية الموضوع إلا أن الفيلم الذي بدا مشوقا لم يواصل بنفس الوتيرة حيث تثاقلت المشاهد وبدا الموضع منلفتا من صاحبته في أحيان كثيرة. قبل خروجه في القاعات سبق للفيلم وأن عرض في عدة مهرجانات عربية وأجنبية وأيضا في الطبعة الأخيرة من المهرجان الدولي للفيلم العربي لوهران. وساهم في إنتاج الفيلم كل من وزارة الثقافة من خلال دعم “الفداتيك” ومساهمة الوكالة الجزائرية للإشعاع الوطني والتلفزيون الجزائري ومركز السينما المغربي. وصرحت المخرجة قبل بداية العرض أن هذا الفيلم يتحدث عن العواطف التي تنشا داخل الأسرة وأيضا العلاقة مع الغير مشيرة إلى أن تأخر خروج الفيلم إلى 19 ماي بدل أفريل يعود إلى تزامن ذلك مع الانتخابات في حين سيخرج بدور العرض الفرنسية بدا من 25 أفريل كما أكدت. وشارك في أداء الأدوار الرئيسية كل من الممثل القدير عبد القادر تاجر والمغنية نجية دباحي لعراف التي أظهرت الكثير من العفوية في تقمص دور الجدة وأيضا الطفل الصغير راسم زنادي إلى جانب لويزة حباني ومحمد لطفي درايرية ولبنة بوشروخ ومحمد بونوغاز وزاهر بوزرار.