لا تزال الأحزاب المشكّلة للتحالف المسمى «تكتل الجزائر الخضراء» تحاول إقناع الجزائريين بأن النكسة التي تعرّضت لها خلال اقتراع العاشر ماي الماضي كانت «بفعل فاعل»، حيث رفضت الإقرار بالهزيمة وأرجعت الأمر إلى «التزوير» الذي قرّرت تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأنه. ومن بين الاستنتاجات التي خرج بها اجتماع المكتب الوطني لحركة النهضة، وهي أحد الأطراف المنضوية تحت لواء «تكتل الجزائر الخضراء»، تمسّكها بقناعة أن الانتخابات التشريعية الأخيرة كانت «مزوّرة»، ولم يجد هذا الحزب الذي يقوده الدكتور «فاتح ربيعي» ما يبرّر به هذا الادعاء سوى القول بأن تقرير اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات «هو تأكيد على التزوير الذي شاب العملية الانتخابية». ومن بين التفسيرات الأخرى التي ساقتها الحركة في بيان توّج أشغال الاجتماع المذكور زعمها أن رئيس الجمهورية كان «منحازا» إلى حزب جبهة التحرير الوطني «خارج الآجال القانونية» في إشارة إلى خطابه بولاية سطيف بمناسبة ذكرى مجازر الثامن ماي، مثلما تحدّثت كذلك عن «توظيف ورقة الأسلاك النظامية في الحسابات الحزبية الضيقة». وأكثر من ذلك فإن رفض حركة النهضة الاعتراف بالهزيمة خلال اقتراع العاشر من شهر ماي الماضي، قابله حديث واتهامات عن «حملة مغرضة» قالت إن «بعض الأطراف تشنّها من أجل النيل من التكتّل والعمل على تفكيكه»، وأرجعت ذلك إلى محاولة «تحويل الأنظار عن مهزلة الانتخابات التشريعية». وفي المقابل أعلنت الحركة تمسّكها ب «التكتل الإسلامي وبالكتلة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء» على أساس «قناعة سياسية واختيار إستراتيجي للشعب والوطن». ومن جانب آخر ثمنت الحركة موقف الكتلة البرلمانية ل «الجزائر الخضراء» بانسحابها من جلسة الافتتاح العهدة التشريعية السابعة للمجلس الشعبي الوطني «احتجاجا على التزوير وامتناعا عن إضفاء الشرعية على نواب لم ينتخبهم الشعب»، مثلما دعت الكتلة إلى مباشرة إجراءات تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول «التزوير الذي طال الانتخابات البرلمانية الأخيرة». زهير. آ. س * شارك: * Email * Print * * *