انهزم المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره المالي مساء أول أمس بواغادوغو ببوركينافاسو، بهدفين لهدف لحساب الجولة الثانية من المجموعة الثامنة، للدور الثاني في تصفيات كأس العالم 2014، وتراجع الفريق الجزائري إثر هذه الهزيمة، إلى المركز الثاني من المجموعة الثامنة، مناصفة مع مالي برصيد ثلاث نقاط، في حين اعتلى المنتخب البينيني الصدارة برصيد أربع نقاط، بعدما تعادل في كيغالي (1-1) أمام مضيفه الرواندي. سيطرة جزائرية في الشوط الأول هذا وعرفت بداية المرحلة الأولى من المواجهة سيطرة المنتخب الجزائري، سرعان ما تكللت بهدف القناص إسلام سليماني، بعد ست دقائق فقط عن الانطلاقة، وكاد قديورة أن يضاعف النتيجة بتسديدة قوية في الدقيقة 11، ولم تتح أية فرصة للمنتخب المالي خلال الربع ساعة الأولى، وانتعش اللعب بعدها ففي الدقيقة 22 محمدو سماسا يسدد بقوة ومبولحي يبعد الخطر، غير أن المهاجم سليماني بعدها بدقيقتين ضيع فرصة سانحة لمضاعفة النتيجة أمام شباك شاغرة، وكلفت هذه الفرصة الضائعة ”الخضر” غاليا، حيث تمكن محمدو ندياي من تعديل النتيجة برأسية محكمة في الدقيقة 29، ورفع هذا الهدف من معنويات أشبال المدرب أمادو ديالو، حيث تصدى الحارس مبولحي لتسديدتين قويتين في الدقيقة 31 عبر كل من أمادو تراوري وخليلو تراوري، وتكافأ اللعب بعدها مع سيطرة طفيفة لمالي، وقبل انتهاء المرحلة الأولى ارتكب الدفاع الجزائري خطأ فادحا كاد يكلفه غاليا، إلا أن مبولحي وقف سدا منيعا، لينتهي الشوط الأول بتعادل بين الفريقين بهدف لمثله. سيطرة كلية لمالي في المرحلة الثانية الجزء الثاني من المباراة عرف انخفاضا في الوتيرة، لكن المرحلة الثانية تميزت بتراجع رهيب من جانب الفريق الوطني، حيث ضيع مامادو سماسا في الدقيقة 46 فرصة سانحة إثر هفوة دفاعية جزائرية، وتضاعفت هجمات رفقاء القائد ولاعب نادي برشلونة سيدو كايتا، الذي سدد مخالفة مباشرة من خط 18 مترا على مرمى ”الخضر”، لكنها كانت خارج الإطار وذلك في الدقيقة 51، من جهتهم ضيع لاعبو المنتخب الجزائري عدة فرص أبرزها تسديدة سليماني في الدقيقة 52 التي جانبت القائم، نفس الشيء بالنسبة لقادير الذي انفرد وجها لوجه في الدقيقة 56، وكرته تمر فوق العارضة الأفقية لمرمى الحارس سومايلا دياكيتي، رد عليه سامبا سو في الدقيقة 63 بقذفة قوية ومبولحي بأصابع يديه إلى الركنية، وكان التعب باديا على طريقة أداء اللاعبين الجزائريين، وهو الأمر الذي أرهقهم خلال مجريات اللقاء لا سيما في المرحلة الثانية، وسمح ذلك للمنتخب ”النسور” بمضاعفة النتيجة لصالحهم عبر ركنية من سيدو كايتا، لتجد الكرة قدم اللاعب موديبو مايغا في الدقيقة 81، الذي استغل هفوة في الدفاع الجزائري. تغييرات “حاليلوزيتش” جاءت متأخرة ووظف المدربان وحيد حاليلوزيتش وأمادو ديالو كل أوراقهما، خصوصا من جانب مدرب ”الخضر” قصد العودة في النتيجة، بإقحامه مهاجمين وهما هلال سوداني بدل جمال مصباح قبل عشر دقائق عن النهاية، ورفيق جبور مكان سفيان فيغولي في الدقيقة 88، بالإضافة إلى وسط ميدان هجومي وهو عامر بوعزة، الذي عوض رياض بودبوز الذي بدا عليه الإرهاق وذلك في الدقيقة 54، في حين قام مدرب المالي بإقحام المهاجم شيخ دياباتي، في الدقيقة 68 صاحب البنية المورفولوجية القوية، قصد اختراق محور الدفاع الجزائري المشكل من مجيد بوقرة العائد من إصابة وكارل مجاني، كما أشرك شيخ ديارا بدل المهاجم مامادو ساماسا، لإحكام قبضته على وسط الميدان، وعزز الدفاع بإدخاله لإريسا كوليبالي الذي عوض عصبان بيرتي في الدقيقة 64. أول خسارة بعد 6 لقاءات ورمى ”الخضر” بعد هذا الهدف بكل ثقلهم لكن دون جدوى، حيث عرف الماليون كيف يسيرون ما تبقى من الدقائق لصالحهم، لينتهي اللقاء لصالحهم بهدفين لهدف واحد، وهو ما أنعش حظوظ ”النسور” في التنافس على التأشيرة الوحيدة للدور الثالث في تصفيات المونديال، بعد ارتقائهم إلى المرتبة الثانية واقتسامهم لهذا المركز مع الجزائر بثلاث نقاط لكل فريق بعد هزيمة وفوز لهما، وتأتي هذه الهزيمة بعد سلسلة من ستة لقاءات دون هزيمة بالنسبة ل”الخضر”، منذ إشراف البوسني وحيد حاليلوزيتش على العارضة الفنية للفريق، حيث تمكن هذا المدرب من تحقيق تعادل في تنزانيا أمام هذا المنتخب (1-1)، ليفوز في خمس مباريات متتالية (ودية ورسمية)، على كل من إفريقيا الوسطى (2-0) وتونس (1-0) وغامبيا (2-1) والنيجر (3-0) ورواندا (4-0)، وتعود آخر هزيمة تلقتها النخبة الوطنية إلى تاريخ الرابع جوان 2011، بمراكش أمام المنتخب المغربي (0-4)، في إطار التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2012. “حاليلوزيتش” مطالب بمراجعة حساباته وسيكون المدرب الوطني, وحيد خليلوزيتش مطالب بمراجعة حساباته والتفكير فيما هو آت، لا سيما وأن رفقاء القائد مجيد بوقرة سيستضيفون منتخب البنين متصدر المجموعة الثامنة، يوم 22 مارس 2013 بالجزائر لحساب الجولة الثالثة من تصفيات المونديال، كما أن المشوار لم ينته أمام “الخضر” لتحقيق حلم الأنصار، بالتأهل إلى أكبر عرس كروي على سطح المعمورة للمرة الرابعة في تاريخ الكرة الجزائرية، والثانية على التوالي حيث لا تزال أربع جولات. البنين ورواندا يفترقان على التعادل في لقاء لم يرقى إلى المستوى المطلوب، افترق المنتخبان الرواندي والبنيني على التعادل الإيجابي هدف في كل شبك ، اللقاء عرف سيطرة أصحاب الأرض طيلة التسعين دقيقة، حيث تفننوا في إضاعة الكرات، من جهة أخرى لم يظهر الضيوف بالوجه الذي ظهروا به في اللقاء السابق أمام المنتخب المالي، حيث اكتفى رفاق سيسينيو بالدفاع، واللعب على المرتدات التي أسفرت على هدف التقدم في الدقيقة 73 من المهاجم الخطير ولاعب الزمالك المصري رزاق أوتومويوسي، مباشرة بعد الهدف رما الروانديون بثقلهم من أجل العودة في النتيجة، إلا أن صلابة دفاع البنين حرمتهم من ذلك حتى الدقيقة 88، حيث صفر حكم اللقاء ضربة جزاء لأصحاب الأرض، ومنح بطاقة حمراء لمدافع نادي لومون الفرنسي خالد أدنون، الذي قابله موجة غضب وصلت إلى درجة المشادات، لتقوم الشرطة بفك النزاع في لقطة لا نراها إلا في الملاعب الإفريقية، الروانديون استغلوا ضربة الجزاء وتمكنوا من تعديل النتيجة بواسطة كمانا، ولم يكتفوا عند هذا الحد، بل واصلوا الضغط الذي كاد يسفر عن الهدف الثاني لولا براعة الحارس البنيني، من جهة أخرى ومباشرة بعد إعلان الحكم صافرة نهاية اللقاء، دخل لاعبوا المنتخب البيني في مشادات مع الحكم، الذي اتهموه بالتحيز للمنتخب المضيف، الأمر الذي جعل الحابل يختلط بالنابل على أرضية الملعب، رغم وجود الشرطة التي حاولت تهدئة الأمر. النتائج: مالي – الجزائر 2-1 رواندا – البنين 1-1 الترتيب: 1- البنين 4 نقاط 2- الجزائر 3 نقاط 3- مالي 3 نقاط 4- رواندا 1 نقطة * شارك: * Email * Print