توقعت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية الفرنسي المكلفة بالفرانكفونية، «يمينة بن قيقي»، أن تكون الزيارة المرتقبة للرئيس «فرانسوا هولاند» إلى الجزائر قبل نهاية هذا العام بمثابة «انطلاقة فعلية للحوار» بين البلدين، وقد أعلنت صراحة بأنه من غير الممكن «طيّ صفحة الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر» بعد أن اعتبرت التاريخ الذي يجمع فرنساوالجزائر «مؤلما» دون أن يمنع ذلك من حدوث التقارب. أشارت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية الفرنسي المكلفة بالفرانكفونية التي أنهت أمس زيارة إلى الجزائر دامت ثلاثة أيام، إلى أن قدوم الرئيس «فرانسوا هولاند» إلى بلادنا خلال الأشهر القليلة المقبلة من شأنه أن يزيل الجليد في العلاقات بين الجانبين بسبب تراكمات الماضي الاستعماري، وبدت «يمينة بن قيقي» متفائلة إلى أبعد الحدود وهي تتحدّث عن آفاق العلاقات الثنائية، حيث أكدت في ندوة صحفية عقدتها مساء الجمعة بأن « زيارة الرئيس هولاند إلى الجزائر ليست عفوية بل تُعتبر بمثابة انطلاقة لحوار بين الجزائروفرنسا». وأبانت الوزير الفرنسية في ردّها على أسئلة الصحفيين عن شجاعة كبيرة في التعامل مع العديد من الملفات التي توصف ب «الملغمة»، حيث لم تتردّد في الاعتراف بأنه «من الشجاعة القول إن التاريخ الذي يجمع بين البلدين مؤلم إلا أنه يجب التفكير في كيفية التقدم سويا إلى الأمام بحيث يكون التقارب من كلا الطرفين»، ودعت إلى التعامل بموضوعية مع مثل هذه المسائل، وأردفت أن هناك «عدة ملفات تعاون عالقة»، ولذلك رأت أن «حان الوقت الآن للعودة إلى الحوار». وذهبت المتحدّثة في تصريحاتها أبعد من ذلك بقولها: «لن نستطيع طيّ الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر أبدا، وعلى كل حال فهذه ليست إرادة السيد فرانسوا هولاند الذي يولي أهمية كبرى لزيارته إلى الجزائر». وذكرت في الشأن ذاته وجود ما أسمته «أخطاء كلامية كثيرة في الماضي»، بل وزادت على ذلك موقفا متعاطفا مع الجزائريين عندما علّقت أن «الخطابات حول أمجاد الاستعمار (قانون 23 فيفري 2005) كانت عنيفة ومغيظة حتى بالنسبة للفرنسيين»، ومن وجهة نظرها فإن ذلك «عطّل ما كان ساريا في إطار التعاون بين البلدين»، قبل أن تُضيف أنه «مع قدوم السيد هولاند إلى الحكم قمنا بتغيير الخطاب نهائيا». كما كشفت المتحدّثة في إجابتها على سؤال يتعلق بفحوى المحادثات التي جمعتها مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، «عبد القادر مساهل»، أن «مساهل قدم اقتراح الجزائر بعقد اجتماع لمجموعة الدول الثانية عشر الصديقة لمالي» على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد وصفها هذا الاقتراح بأنه «مبادرة حسنة» أكدت أنها ستقوم بتبليغه إلى كل من الرئيس الفرنسي ولوزير الخارجية «لوران فابيوس». وفي آخر تصريحات لها أوردت «بن قيقي» أن الرئيس «فرانسوا هولاند» قادم إلى الجزائر ب «ألفاظ جديدة ولهجة جديدة ولهجة جد إنسانية»، مؤكدة بعد محادثات أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية، «مراد مدلسي»، «إننا عشية موعد هام ألا وهو قدوم الرئيس فرانسوا هولاند الذي سيأتي على ما أعتقد بألفاظ جديدة و لهجة جديدة لهجة جد إنسانية لهجة من القلب». وكان الوزير الأول «عبد المالك سلال» تحادث أمس مع الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية الفرنسي المكلفة بالفرانكفونية، حيث ذكر بيان صادر عن مصالح الوزارة الأولى أن «يمينة بن قيقي» تكون قد «سلمت للوزير الأول رسالة من نظيره جان مارك ايرو الذي يعبر له من خلالها عن تهانيه والتزامه وكذا التزام السلطات الفرنسية بإعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية». وفي تصريحات أخرى أطلقتها الوزيرة «بن قيقي» بعد محادثات جمعتها مع وزيرة الثقافة «خليدة تومي»، شدّدت ردّا على عن سؤال متصل بما يُمكن للحكومة الفرنسية في اتجاه تهدئة العلاقات الجزائرية الفرنسية على أن ذلك يُعتبر «جزءا من تفكير الرئيس فرانسوا هولاند». في حين أوردت عقب جلسة عمل مع وزير التربية الوطنية عبد الطيف بابا أحمد» أنهما تحادثا عن «اتفاقاتنا الثنائية وعن موضوع أساسي من أجل تنمية الفرانكفونية هو تكوين المكونين في اللغة الفرنسية»، ولفتت إلى «أهمية» اللغة الفرنسية «كمحرك» للتربية في فضاء الفرانكفونية حيث قالت بشأنها إنها «ليست ملكا لفرنسا وحدها». زهير آيت سعادة شارك: * Email * Print * Facebook * * Twitter