الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثلوج وعواصف.. ثم جفاف وأوبئة ستجتاح كوكب الأرض
نشر في الأيام الجزائرية يوم 03 - 09 - 2015

دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى حماية الأرض من الغازات الملوّثة، واعترف بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية تساهم بشكل كبير في ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض، مشيرا إلى أن بلاده تعمل من أجل المساهمة في خفض الانبعاث الغازي الملوّث، وبهذا الصدد نبّه إلى أنّ المنطقة القطبية الشمالية تتأثر بصورة ملموسة بتغيّر المناخ، وأنّ ألاسكا تشهد أسرع معدّلات تآكل للشواطئ في العالم، ويأتي تصريح أوباما، على خلفية تقارير ودراسات علمية، ومعطيات ميدانية، حيث دقّت منظمات بيئية ومؤسسات دولية ناقوس الخطر، في وقت، ألقت فيه تقارير أخرى تحذيرات من "عصر جليديّ مصغّر"، يضرب بالعواصف والثلوج في أصقاع المعمورة، ويصل إلى صحاري الجزيرة العربية.
الأيام الجزائرية / أعده للنشر: الطاهر مرابعي
تسبّب ارتفاع درجات حرارة الجوّ في تحويل الكثير من المناطق المعتدلة في أوروبا وآسيا إلى ما يشبه المناطق المدارية، خلال السنوات الأخيرة، ونتيجة شدّة الحرارة، توفي 105 أشخاص في اليابان منذ نهاية أشهر أفريل، إضافة إلى دخول عشرات الآلاف المستشفيات، كما تجتاح الغابات حرائق، غدت طوال موسم الصيف أمرا معتادا، حيث تلتهم الغابات في روسيا وأمريكا وأوروبا، واعتبرت دراسة أمريكية أن التغيّر المناخي يثير احتمال تشكل أعاصير استوائية في الخليج، تهدّد مدنا مثل دبي والدوحة.
ونتيجة هذه الخطورة، دعا باراك أوباما زعماء العالم، إلى الاتفاق على خفض انبعاثات الكربون، وذلك في قمة للأمم المتحدة تعقد في ديسمبر المقبل، لأن المناخ حسب أوباما يتغيّر بخطى أسرع من جهود كبح الاحترار، واعترف في اجتماع عُقد في ألاسكا، منتصف هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة تلعب دورا كبيرا في زيادة درجات الحرارة على كوكب الأرض، وعبر عن الاستعداد للمساعدة في معالجة المشكلة، وأضاف أن العالم يجب أن يصل هذا العام، في باريس، إلى اتفاق لحماية الكوكب، ما دام هذا في المستطاع، منوّها إلى أن المنطقة القطبية الشمالية تتأثر بصورة ملموسة بتغير المناخ، وأن ألاسكا تشهد أسرع معدلات تآكل للشواطئ.
عصر احتراري أم جليدي ؟
وتعتبر الغازات الدفيئة، وهي غازات توجد في الغلاف الجوي، وتتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة تحت الحمراء، ومنها، غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز N2O وغاز الميثان وغاز CFCs، وغاز سادس فلوريد الكبريت SF6 الذي يستخدم في العزل الكهربائي في تقنية الكهرباء، تعتبر هذه الغازات أكبر مساهم في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، وأكدت دراسة أجرتها الجمعية الفلكية البريطانية، أن نشاط الشمس مرشح للانخفاض بنسبة 60% في 2030 إلى 2040، متسببا في انخفاض درجات الحرارة، تماما كما حدث في الفترة بين 1645إلى 1715، وهذه الفترة معروفة علميا باسم مينيموم دو موندر، وحصل هذا التنبؤ على تقييم إيجابي من عالم الفيزياء الفلكية في جامعة باريس-ديدرو، إيتيانباريزو، علاوة على أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، كانت قد حذّرت في 2014 من احتمال مرور الأرض بمثل هذه الظاهرة، وقال العالم الفلكي ريتشارد هاريسون من مختبر روتفوردآبلتون، إن الأرض ستشهد فصول شتاء قاسية وعصرا جليديا، مصغّرا، مستندا إلى انخفاض في عدد البقع الشمسية منذ 2011.
وقد شهدت الأرض بين عامي 1645 و1715 عصرا جليديا مصغرا، تسبب في فصول شتاء قاسية، نجم عنها تجمّد بعض الأنهار في أوروبا مثل التايمز، في المملكة المتحدة، والسين في فرنسا، وفي أمريكا تجمدت معظم الأنهار.
وحول عودة العصر الجليدي المصغّر، والاحترار، كان جورج فولنر، الخبير بمعهد بوستدام لأبحاث تغيّر المناخ، قد نشر دراسة عام 2010، قال فيها إن أيّ تأثير لتراجع إنتاجية الشمس، سيكون ثانويا، أي انتشار البرودة، مقارنة بتأثير الاحتباس الحراري، أي زيادة درجة الحرارة، كما أعلن في دراسة جديدة، قام بها علماء الفلك في ويلز ببريطانيا أن الكرة الأرضية ستمر بعصر جليدي، مصغّر، وستنخفض دراجات الحرارة نتيجة تضارب الدورات الشمسية، وسيبدأ العصر الجليدي المصغّر في عام 2030.
ومن جانب آخر، قال العالم الروسي خبيبولو، من مركز بُولكوفو للملاحظة الفلكية في بيترسبورغ إن درجة الحرارة ستبدأ بالنزول بعد 6-7 سنوات من الآن، وسوف تصل الثلوج إلى منطقة شبه الجزيرة العربية، بسبب انخفاض درجة الحرارة في القطبين الجنوبيين، وأضافت الدراسة أن الدورات الجديدة للشمس تنتج نبؤات دقيقة غير مسبوقة خلالها، والتي تستغرق كل منها 11 عاماً، فيما تشير التوقّعات إلى انخفاض النشاط الشمسي بنسبة 60 بالمائة، أعوام الثلاثينيات المقبلة.
أوباما يصطاد بطعم "الإحترار"
ليس أوباما أوّل من فتح ملف التغير المناخي، ودعا إلى بذل جهود عالمية مشتركة لمحاربة المخاطر التي تواجهه، فقد سبقه إلى ذلك ألبرت غور، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، حيث قاد حملة مكثفة لوقف تغير المناخ، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2007 مناصفة مع اللجنة الدولية للتغيّرات المناخية، لكنه تعرّض لانتقادات شديدة، ووصف عالم الأرصاد، وليام غراي النظرية التي دافع عنها غور بالسخيفة، وأطلق النقاد على غور لقب "الملياردير الكربوني الأول"، بسبب عوائد استثماراته في التكنولوجيات الأيكولوجية، والولايات المتحدة التي رفضت طويلا الانضمام إلى معاهدة "كيوتو"، ما زالت تشغل المرتبة الثانية في العالم بكمية غاز الكربون المطلق إلى الجوّ، فما هي المصالح التي يريد أوباما تحقيقها بهذا الانقلاب في السياسة المناخية؟
دون الحاجة إلى إجابة على لسان أوباما، فإنه، وبافتراض خطورة ظاهرة التلوث والاحتباس الحراري، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، ستعمل في اتجاه جني ثمار هذه الأزمة، التي بدأت الحلول الاقتصادية والصناعية تشقّ طريقها، في اتجاه مقترحاتها، بالتقليل من انبعاث الغاز السّام، والشروع في إعداد قاعدة استثمار في المجالات، التي أتى التلوث البيئيّ عليها، كالجفاف، والتصحّر والتأمينات للكوارث، وغيرها.
تلحق التغيرات المناخية أضرارا جسيمة بالبيئة، ورغم ذلك، تقف شركات التأمين، التي تملك قاعدة رأسمالية كبيرة، في مقدمة الشركات المستفيدة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها التغيرات المناخية، ويؤكد مختصّون في التأمين أن التغيرات المناخية ستحتاج إلى مضاعفة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية، وسترفع الطلب على كل أنواع السلع، ويفتح الخوف من حدوث موجات متعاقبة من الجفاف الشديد، الباب أمام سلسلة من المشاريع لإدارة منابع الماء، وقد اشترى صندوق بنيويورك، حقوقاً مائية، وأسس شركات للاستثمار المائي.
هل يزحف الطوفان قبل عام 2045 ؟
أعلن خبراء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أن ارتفاع منسوب المحيطات بدأ وأن البشرية ستواجه سيناريو الطوفان المدمر في وقت أقرب مما كان متوقّعا، ويقول ستيفن نيريم، باحث بجامعة كولورادو، إن ارتفاع منسوب ثلث المحيطات مرتبط بازدياد حجم الماء، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، والثلثان الآخران، نتيجة ذوبان الجليد والثلوج، وبيّنت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية، أن منسوب المحيطات يرتفع حاليا بمقدار 1.9 مم سنويا، كمعدل عام، في حين كانت لجنة الأمم المتحدة الخاصة بدراسة التغيّرات المناخية، قد أعلنت عام 2012 أن منسوب المحيطات يرتفع سنويا بمقدار 3.2 مم.
وتذهب دراسة لمجموعة من الخبراء إلى أن مستوى مياه المحيطات والبحار سيرتع، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى غرق المناطق الغربية للولايات المتحدة واستراليا وبعض المدن الأوروبية، وكان قد اتضح للبعثة العلمية الدولية التي تعمل في المنطقة القطبية الشمالية أن سرعة ذوبان الجليد هناك ازدادت بنسبة 25 بالمائة، وإذا بقت الأمور كما هي عليه حاليا، فإنه بحلول عام 2045 لن يبقى الجليد على سطح الأرض.
يقول الخبير ألكسندر تشيرنوكولسكي، شهد عام 2014 أعلى درجات الحرارة المسجلة على الأرض منذ 135 سنة، مما تسبب في سرعة ذوبان الثلوج والجليد، ويضيف "تتضمن منظومة المناخ دورات، طول الواحدة 60 سنة، ترتبط بحالة المحيطات، ويذهب البعض إلى أنه يصعب التكهّن بشيء، لأن مدة المراقبة تكون قصيرة عادة، "فمن المحتمل أننا حاليا في دورة البرودة المرتبطة بالمحيط المتجمد الشمالي".
ويشير تشيرنوكولسكي، إلى أن الدول تتخذ الإجراءات اللازمة للتقليل من تحرّر غازات الانحباس الحراري، لأنها في ازدياد مستمرّ نتيجة النشاط البشري، و"أنا اعتقد أن الأمور ستبقى على ما هي عليه، وبالتالي فإن ارتفاع درجات الحرارة سيستمرّ".
أما علماء الجليد، فيفترضون أن ارتفاع درجات الحرارة في العالم، لا يأخذ بالاعتبار التفاصيل التي يمكن أن تسبب سرعة ارتفاع منسوب المحيطات، يقول العالم إيريك رينو، من جامعة كاليفورنيا، إن هذه الحسابات تأخذ بالاعتبار ارتفاع الحرارة على سطح الجليد فقط، وليس سرعة الذوبان الناتجة عن سقوط كتل جليدية كبيرة في المياه، فمثلا انفصلت كتلة جليدية ضخمة مساحتها 12 كيلومترا مربعا من جليد Jakobshavn في غرينلاند،
وكان العلماء الذين عملوا على القمر الصناعي الأوروبي "كرايوسات"، قد استخدموا 88 مليون مقياس لقياس سمك الجليد البحري، وتوصّلوا إلى أنه خلال الفترة بين 2010 و2012، تراجع حجم الجليد بنسبة 14 بالمئة.
وتنتهي توقّعات العلماء، إلى أنّ المحيط المتجمّد الشمالي، سيكون خاليا من الجليد، ما بين عامي 2059 إلى 2078، مع احتمال إطلاق غاز الميثان من المنطقة.
الصين المنتج الأول للتلوث البيئي
تحلّ الصين مستقبلا، محلّ الولايات المتحدة الأمريكية، في المرتبة الأولى، بوصفها المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، وأشارت تقديرات، أجراها الخبراء في النرويج والولايات المتحدة إلى أن الانبعاثات الغازية التراكمية التي تسببت فيها الصين منذ عام 1990، ستتجاوز انبعاثات الولايات المتحدة، ويثير هذا التحوّل، علامات استفهام بشأن المسؤولية التاريخية عن ارتفاع درجات الحرارة وتزايد موجات الفيضانات والتصحّر والحرّ وارتفاع منسوب البحار، وتطمح 200 دولة، للتوصل لاتفاق عالمي لمكافحة تغيّر المناخ، بعد عام 2020، وقال جلين بيترز من المركز الدولي لأبحاث المناخ والبيئة في أوسلو الذي قال إن الصين ستحلّ محل الولايات المتحدة "منذ سنوات قليلة كان نصيب الفرد من الانبعاثات ضئيلا، وكانت المسؤولية التاريخية بسيطة، هذا الأمر يتغير بمعدلات سريعة"، وبالاستعانة ببيانات مختلفة، قال المعهد العالمي للموارد، وهو هيئة بحثية مقرّها الولايات المتحدة الأمريكية، إن الإجمالي التراكمي لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، يقدر بنحو 151 مليار طن من 1990 وحتى 2016، وهو الرقم الذي يتجاوز الإجمالي الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية، والبالغ 147 مليار طن.
وأرست الأمم المتحدة عام 1992 مبدأ يقول بأن على الدول الغنية أن تمثل القدوة في خفض الانبعاثات الغازية، لأن ثرواتها تعتمد في الأصل على حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي، منذ انطلاق الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، وبوسع الدول الناشئة في الوقت نفسه أن تحرق المزيد من الوقود الحفري لمواكبة التقدم ومكافحة الفقر، لكن النهضة الصناعية السريعة في الصين ودول أخرى ناشئة، توسّع الفجوة التقليدية بين الأغنياء والفقراء.
تبعات الاحترار
– ذوبان الجليد سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر
– غرق الجزر المنخفضة والمدن الساحلية
– ازدياد الفيضانات
– حدوث موجات جفاف وتصحر مساحات كبيرة من الأرض
– زيادة عدد وشدة العواصف والأعاصير
– انتشار الأمراض المعدية في العالم
– انقراض العديد من الكائنات الحية
– حدوث كوارث زراعية وفقدان بعض المحاصيل
– احتمالات متزايدة بوقوع أحداث متطرفة في الطقس
– زيادة حرائق الغابات
تبعات العصر الجليديّ المصغّر
تشير السجلات الموثوقة إلى أن البقع الشمسية لم تظهر على الإطلاق في الفترة بين عامي 1645 و1715، شهد العالم آنذاك بسبب ذلك عصراً جليدياً مصغراً طالت آثاره كل أنحاء الكرة الأرضية، إن السجلات الأقدم ليست موثوقة بنفس الدرجة لكن يبدو أن اختفاء البقع الشمسية يحدث ربما كل عدة مئات أو ربما آلاف من السنوات، ويترافق ظهور البقع الشمسية بنشاط شمسي واسع يتجلى على سبيل المثال وليس الحصر بفعالية كبيرة لأضواء الشفق القطبي في شمال وجنوب الكرة الأرضية، تخلو سجلات الفترة من 1645 إلى 1715 من أيّ إشارة إلى الشفق القطبي.
يرى الراصدون الأرضيون الهالة الشمسية بوضوح أثناء الكسوف الكلي للشمس، يتوقف شكل الهالة على حالة الشمس من النشاط أو الخمود، إن أوصاف الهالة كما ثبتها الراصدون في الفترة من 1645 إلى 1715 تتفق على شمس خامدة غير النشطة على الإطلاق.
عندما تخترق الأشعة الكونية عالية الطاقة الغلاف الجوي للأرض، فإنها تكوّن كميات ضئيلة من نظير الفحم C14، تمتص النباتات ذرات هذا النظير ويمكن أن تُكتشف ضمن الأشجار.
عندما تكون الشمس نشيطة يتوسع مجالها المغناطيسي ويشكل درعاً واقياً يحمي الأرض من الأشعة الكونية، بكلمات أخرى يتناقص تشكل نظير الفحم C14 أثناء فترات النشاط الشمسي، ويزداد إبان خمود ذلك النشاط، وبينت دراسة بعض الأشجار المعمرة وجود زيادات ملحوظة في النظير المذكور أثناء العصر الجليدي المصغر. إن انعدام ظهور البقع الشمسية، هو حدث دوري، لكننا لا نعرف دوره الزمني، وقد يحتاج الأمر مئات السنوات، حتى نكتشف الدور المطلوب، قد يستغرق عدم ظهور البقع الشمسية فترة تتراوح من 50 إلى 200 سنة.
لماذا التهويل؟
تستمرّ دورة الحياة على وجه الأرض منذ مئات آلاف السنين، وقد عرف البشر طوفان نوح، وفيضانات وحرائق وبرد وحرّ، دون تدخل البشر، وكوكب الأرض يجتاز حالياً دورة مناخية وصلت درجة الحرارة فيها إلى أعلى مستوى لها، قبل خمسة أو ستة آلاف عام، ومنذ ذلك الحين، بدأت حرارة الأرض بالانخفاض، وحرارة الأرض شهدت فترة من التذبذب، فقد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال القرنين العاشر والحادي عشر، وخلال القرنين ال16 و17 مرّت الأرض بمرحلة باردة، اصطُلح على تسميتها بالعصر الجليدي الصغير، لذلك فإن الشكوك تدور حول مستفيدين من إعلاء شأن ظاهرة التحرّر، والمبالغة في خطورتها.
وطالما أن عمليات التصنيع والإنتاج، لا تتوقف ولن تتوقف في العالم كله، والقضية محلّ صراع، ومصالح، وأوراق ضغط اقتصادية، رغم أن لا أحد يشك في وجود ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن التساؤل الملحّ الذي يفرض نفسه علينا هو؛ هل الاحترار بهذه الدرجة من الخطورة؟ وما مصلحة الذين يبالغون في مخاطرها؟ وهل هناك شبهة ابتزاز من شركات أو مؤسسات؟
لا مخاطر تواجه الأرض!
تفيد بعض التقارير رغم قلّتها، بتعارض فكرة الاحتباس الحراري، مع المعطيات العلمية التي بُنيت عليها فرضيته، فرغم ما يروّج له المجتمع الدولي، فإن مجموعة من العلماء النرويجيين أصدروا في عام 2006 تقريرا موحّدا، أوضحوا فيه أن موجات الحرارة التي تشهدها الأرض تدخل ضمن الدورة الطبيعية للأرض في تغير مناخها، رابطين ذلك بانخفاض درجات الحرارة في نهايات القرن السابع عشر، والتي ربطها العلماء لاحقا بنشاط "الكلف الشمسية"، على سطح الشمس، والكلفة الشمسية، أو البقعة الشمسية، هي بقع على سطح الشمس، أي الغلاف الضوئي Photosphere، وتتميز بدرجة حرارة منخفضة عن المناطق المحيطة بها وبنشاط مغناطيسي مكثف، يمنع حمل الحرارة، مكونا مناطق ذات حرارة سطحية منخفضة، وبالرغم من كونها مناطق شديدة السطوع، إلا أن الفرق بين درجة حرارتها، التي تبلغ حوالي 4000-4500 كلفن، وحرارة سطح الشمس عموما، 5700 كلفن، تجعلها تظهر كبقع مظلمة، وقد بلغت البقع الشمسية حدا أدنى خلال دورة الكلف الشمسية في عام 2009.
الغازات الملوّثة تخدم الطبيعة
في سياق التحذير من تزايد معدّلات ثاني أكسيد الكربون، وأنها وصلت إلى منطقة الخطر، بما يعني أنّنا مهدّدون بيئيا، باختفاء الجبال الجليدية وتوسّع التصحّر وزيادة قوّة الأعاصير، تشير دراسات موثّقة إلى أن تلوّث الجوّ، قد يكون في حالات كثيرة، عاملا مساعدا لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض، من خلال تشجيع النباتات على استهلاك المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث يشير بحث علمي إلى أنه، ومنذ الستينيات، أدت الزيادات في تلوث أجواء الأرض إلى رفع مستوى إنتاجية النبات، ووصلت في بعض الأحيان إلى نحو 25%، ويؤكد البحث، الذي نشر في دورية "نيتشر"، العلمية، أنه بموجب هذه التقديرات فإن هذا يعني أن تربة الأرض استوعبت نحو 10% من غاز ثاني أكسيد الكربون، وقد بين البحث أن الغابات والمحاصيل الزراعية يمكن أن تنمو وتزدهر في ظروف مختلفة كالأجواء الملبّدة بالغيوم، ووجود الجزيئات الملوثة في الأجواء، وقلة ظهور الشمس، وهو ما يدفعها إلى زيادة التورّق، كما أنه يمكن أن يحفّز من عملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي يحوّل فيها النبات الضوء وثاني أكسيد الكربون إلى غذاء له، وقام العلماء بتحليل تأثير الأجواء قليلة الإضاءة والسماء الملبّدة على النبات، والتي نتجت من تلوث الأجواء في العالم منذ الستينيات، فاستنتجوا أن ما يعرف بظاهرة "عتمة الأرض"، وهي الظاهرة المسؤولة عن ارتفاع إنتاجية النبات بنسبة وصلت أحيانا إلى 25% منذ الستينيات وحتى عام 1999.
وتؤكّد الدكتورة لينا ميركادو، من المركز البريطاني للأنظمة البيئية والمائية، أن هذه الظاهرة أحدثت زيادة في نسبة الكربون الذي خزنته الأرض نسبتها 10%، بينما ينبّه الدكتور ستيفن سيتش، من جامعة ليدز أن النباتات الخضراء تنتعش في الأجواء المغبرة، كتلك الموجودة في المناطق الملوّثة.
"بزنس" الأعاصير
تتسابق أعداد هائلة من الشركات الكبرى في تقديم عروضها الصناعية والهندسية للدول والشعوب، تحت مظلة الإنجازات والصناعات المرافقة للبيئة، فشركة أركاديس، وهي شركة هندسية هولندية متخصصة في تقديم خدمات الحماية من الفيضانات، نفذت في السنوات القليلة الماضية سلسلة من عمليات الاستحواذ في مختلف أنحاء العالم، تملكت بموجبها حصصاً في شركات، يتعلق عملها بخدمات الحماية من الفيضانات، كان آخرها شراء شركة "أي تي أي بي" البرازيلية لهندسة المياه، وسجّلت أرباح الشركة في العام الماضي ارتفاعاً بنسبة 26 بالمائة، لتصل إلى 3.35 مليار دولار، بسبب تزايد عدد وحدّة الأعاصير مثل ساندي وكاترينا، ما مكن الشركة من الحصول على عقود ضخمة من ثلاث ولايات أمريكية، هي كاليفورنيا ونيو أرلينز ونيويورك، لتقديم خدمات حماية من الفيضانات، ويؤكد بيت دراكي، المشرف على مشروعات إدارة المياه في الشركة، أن هاتفه لا يتوقف عن الرنين كلما اقترب موسم الأعاصير.
ويرى مختصون أن إدراك مديري الشركات للفرص والمكاسب التي توفّرها لهم التغيّرات المناخية سيمهّد الطريق أمام قبولهم سَنّ تشريعات، تحدّ من استخدام الوقود الأحفوري، وتمنح حوافز ضخمة للاستثمار في الطاقة النظيفة، أي التحكم في توجيه حركة الاستثمارات العالمية، وتقود شركات دولية عملاقة، مثل توتال الفرنسية وستاتويل النرويجية، الجهود العالمية للتحوّل إلى اقتصاد عالمي، خال من الكربون، دون التضحية بمعدلات النمو الاقتصادي، وشرعت بنوك استثمارية كبرى، من بينها مورجان ستانلي، وتشيس مانهاتن، في شراء حصص ملكية في مزارع الرياح ومشاريع لتوليد الطاقة من موجات المدّ والجذر البحرية.
Share 0
Tweet 0
Share 0
Share 0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.