أصدر عشرات من كبار المثقفين والإعلاميين المصريين بيانا في القاهرة أدانوا فيه "التصرفات غير المسؤولة التي أقدم عليها متعصبون من الجانبين المصري والجزائري إثر مباراة منتخبي البلدين في كرة القدم والشحن الإعلامي الذي أدى إليها. ودان البيان عمليات الشحن والتعبئة الهائلة وغير المسبوقة التي استخدمت فيها برعونة ترسانة ضخمة من وسائل الإعلام "صحف وقنوات أرضية وفضائية حكومية وخاصة، عدا استثناءات قليلة، اشتركت في الخروج الفاضح والفظ على القواعد والمعايير المهنية والقيم الأخلاقية أيضا. واعتبر البيان أن هذه الحملة تعزز الشك في أن الهدف لم يكن الحث المشروع للجمهور على تشجيع فريق بلده وإنما صرف اهتمام وأنظار الناس وإلهاءهم عن قضاياهم وهمومهم ومشاكلهم الأصلية وشغلهم بمعارك وهمية وعبثية وتعليق آمالهم وأحلامهم بانتصار أو انجاز قد يحققه لاعبو الكرة فيداري أو يستر مظاهر المعاناة التي يعاني منها الشعبين على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. وأعرب البيان عن النتائج الخطيرة والمحزنة للتهور وانعدام المسؤولية اللذين صنعا من تنافس رياضي عادي فتنة كبرى بل وحربا عبثية مخزية استبيحت فيها كل المحرمات، أقلها تمزيق أواصر علاقة أخوة خاصة بين قطرين شقيقين. ومن بين أكثر من 200 كاتب ومثقف وإعلامي وقعوا البيان، الإعلامي «حمدي قنديل» والروائيون «بهاء طاهر» و«يوسف القعيد» و«علاء الأسواني» ورئيس تحرير صحيفة "العالم اليوم" ورئيس "مركز عبد الرحمن بدوي للإبداع" وآخرون. ومن موقعي البيان أيضا رئيسة "مركز الهناجر للفنون". وقد توترت الأجواء بين مصر والجزائر بسبب مواجهة منتخبي "الخضر" و"الفراعنة" ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، التي تحولت الخميس الفارط إلى أزمة دبلوماسية باستدعاء السفير المصري في الجزائر للتشاور. وحذر الرئيس المصري «حسني مبارك» من أن بلاده لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها وهو ما زاد الطين بلة. وقال «مبارك» في كلمة في مجلس الشعب المصري أن رعاية المصريين بالخارج مسؤولية الدولة، ترعى حقوقهم ولا تقبل المساس بهم أو التطاول عليهم. وساطة ليبية لردم الهوة هذا ويقوم الزعيم الليبي «معمر القذافي» بوساطة لتهدئة الأجواء بين البلدين بعد التوترات التي أثارتها مباراة كرة القدم بين "الخضر" و"الفراعنة" والتي انتهت بفوز أشبال الناخب الوطني «رابح سعدان» عن جدارة واستحقاق بملعب "أم درمان" بالخرطوم والتي تحولت إلى أزمة دبلوماسية، كما ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وأوضحت الوكالة أن الزعيم الليبي الذي يترأس الاتحاد الإفريقي سيعمل على ردم الهوة التي ظهرت بين مصر والجزائر، وسيقود «القذافي» هذه الوساطة بناء على طلب الأمين العام للجامعة العربية «عمرو موسى».