ضيّع فريق وفاق سطيف فرصة التتويج بكأس "الكاف"، بعدما خسر اللقاء الذي جمعه أمس مع مضيفه فريق الملعب المالي، بملعب "موديبو كايتا" بالعاصمة المالية باماكو بركلات الترجيح (4-2)، علما أن اللقاء انتهى لصالح رفقاء المهاجم «باكايوكو» بنتيجة (2-0)، ليعود أبناء الفوارة إلى عاصمة الهضاب دون التمكّن من الفوز الذي انتظرهم به أنصار الوفاق الجزائري. البداية كانت قويّة لصالح وفاق سطيف، عكس ما كانت تؤول إليه جميع المؤشرات وعكس ما كان منتظرا، ألا وهو دخول الفريق المضيف الملعب المالي بقوة في مجريات اللقاء، بغية تسجيل هدف مُبكّر والعودة في نتيجة الذهاب التي انتهت لصالح أبناء عين الفوارة بهدفين مقابل لاشيء على ملعب 8 ماي 1945 بسطيف. فكان دفاع الوفاق بمثابة السدّ المنيع الذي حرم جميع محولات رفقاء «بكايوكو» من الوصول إلى شباك الحارس «محمد الصغير فراجي»، بيد أن وسط ميدان الكحلة والبيضاء أيضا أدى دوره كما ينبغي واستطاع أن يفرض منطقه بقيادة المتألق «فاروق بلقايد» أين وجد الملعب المالي صعوبة كبيرة في اختراقه. وتجسّدت أولى هجمات الملعب المالي في تسديدة من حوالي خط 18 مترا، لكن الحارس تمكّن منها وأخرجها إلى الركنية، مانحا بذلك ثقة كبيرة لرفاقه. من جهته، ردّ «فرانسيس أمبان» في الدقيقة ال14 برُكنية متقنة، هيأها للظهير الأيسر للوفاق السطايفي «يخلف» الذي ضيّع هدفا محققا، كاد أن يقضي به على أحلام زملاء الحارس «دياكيتي». علما أن التسرّع طغى بعض الشيء على الجانب السطايفي، بيد أنهم لم يحافظوا على الكرة لأكثر من دقيقة واحدة طوال النصف ساعة الأول من المباراة التي تواصلت بريتم منخفض طوال ربع الساعة الأخير وتميّزت بالأخذ والرد من كلا الجانبين، خاصة في وسط الميدان. وفي الدقيقة ال40 ارتكب «فاروق بلقايد» خطأ فادحا، أين سمح لأحد لاعبي الملعب المالي بتسديدة قوية كادت أن تُغالط الحارس «فراجي»، ليعلن بذلك الحكم «إيدي مايي» نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي «0-0». وفي المرحلة الثانية، دخل رفقاء الحرس «دياكيتي» بوجه مغيّر تماما عن الشوط الأول، أين بادروا بهجوم مكثف على دفاع فريق وفاق سطيف، تجسّد في هدف أول أمضاه الظهير الأيمن «رحو سليمان» ضد مرماه في الدقيقة 52، مانحا التقدم لرفقاء «كوليبالي موسى» ليفاجأ زميله «باكايوكو» بهدف ثان 4 دقائق بعد ذلك، إثر ضربة جزاء، وقد وجد أبناء الكحلة والبيضة صعوبة كبيرة في إخراج الكرة من منطقة الدفاع، بيد أن فريق الملعب المالي تميّز بالسرعة الكبيرة في الهجوم والدقّة في تنسيق الهجمات المضادة، كما أنه سيطر سيطرة مُحكمة على خط وسط الميدان. من جهته كان ردّ الوفاق عن طريق صانع الألعاب «فاهم بوعزة» الذي ضيّع هدفا محققا بعدما توغّل في الجهة اليمنى ورفع كرة بينية، لكنها لم تجد من يستجيب لها. وبغية امتصاص الضغط الكبير، أقحم المدرّب «مشيش» أوراقه الثلاث: «حاج عيسى» مكان «بوعزة» في الدقيقة 72 و«جديات» مكان «أمبان» و«سوقر» مكان «دلهوم»، لكنهم لم يأتوا بالمفيد، وبقيت دار لقمان على حالها إلى غاية صافرة الحكم النهائية ليمر بعدها الفريقان إلى ركلات الترجيح التي انتهت لصالح الملعب المالي بنتيجة 4-2، بعد أن ضيّع كل من «بلقايد»، «سوقار» و«جديات» تسديداتهم، ليضيع بذلك حُلم عودة الوفاق بكأس الكاف إلى مدينة الفوارة.