كلما شرع الطرفان الفلسطيني و الاسرائيلي في ما يسمى بمفاوضات السلام ، حتى تطلق وسائل اعلام دولة الاحتلال حملة دعائية تحاول من خلالها تجميل صورة الكيان الصهيوني ، هلى حساب الدول العربية في محاولة لقلب الصورة في معادلة المجرم و الضحية. و لأن قضية اللاجئين هي من العناصر الأساسية التي تحاول السلطات الاسرائيلية ابعادها من أي تسوية ، فقد ركزت عليها وسائل الاعلام بصورة شبه يومية في الآونة الأخيرة. فقد نشرت صحيفة جيروزاليم يوست الصهيونية الناطقة بالانجليزية مقالا اليوم يهاجم فيه ما وصفه بتهجير الدول العربية لأفراد الجالية اليهودية ، و من بينها الجزائر التي صنفت الثانية من حيث عددها عربيا بعد المغرب ب 140 ألف يهودي. و في محاولة منها لتلميع صورة دولة الاحتلال ، قال كاتب المقال ان قدوم هؤلاء الى اسرائيل كان فرصة لاعادة بناء حياتهم ، و تعويض الخسائر و النكبات التي تعرضوا لها في الدول التي تعرضوا لها في الدول ذات الأغلبية المسلمة. لكن الجيروزاليم بوست لم تربط بين ما حصل لهؤلاء في الجزائر و موقفهم من الاحتلال الفرنسي ، حيث خان أغلب هؤلاء الشعب الجزائري الذي آواهم منذ سقوط الأندلس ، و لم يمارس ضدهم أي تمييز لصالح المحتل الفرنسي . في حين كرمت الجزائر القلة من اليهود التي رفضت الاستعمار ، و الزائر لمقبرة العالية و المقابر الكبرى على المستوى الوطني ، سيرى كيف خصصت لهم أماكن دفن تليق بهم و بنضالهم ضد الاستعمار ، بدون أي تمييز عرقي أو ديني.