بفضل فوزها في مباراة الإياب على بوركينا فاسو 1-0 الثلاثاء 19 نوفمبر 2013، باتت الجزائر آخر منتخب أفريقي يبلغ نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA. سيخوض ثعالب الصحراء النهائيات الرابعة لهم بعد أعوام 1982، 1986 و2010. ونشر موقع الفيفا على الانترنت تقريرا تحت عنوان : المفاتيح الخمسة التي ساهمت في نجاح الجزائر: وهي كالتالي حسب موقع الفيفا: بليدة القلعة الحصينة خلال مشوار التصفيات لم ترتجف شباك ملعب مصطفى تشاكر سوى مرة واحدة. حدث هذا الأمر في المباراة ضد بنين في الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة السابعة وتحديدا في 26 مارس/آذار 2013. تعتبر مدينة البليدة حصنا منيعا لمنتخب الجزائر حيث خاض فيها 20 مباراة خرج منتصرا في 17 منها وثلاثة تعادلات من دون ان يمنى بأي هزيمة. وفي هذا الملعب الصاخب احتفلت كتيبة المدرب وحيد خليلودزيتش بالتأهل الى العرس الكروي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني بعد 90 دقيقة من الكفاح المشدود الأعصاب في مواجهة بوركينا فاسو التي بلغت المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية 2013. امتلأ الملعب المفضَل لدى الجزائريين عن آخره قبل ست ساعات على انطلاق مباراة الإياب وذلك على الرغم من الأمطار والبرد، وهو ما يدل على حماسة دولة بأكملها كانت وراء منتخبها الوطني لمساندته في سعيه نحو بلوغ البرازيل 2014. وكادت الضغوطات تنقلب على أصحاب الأرض الذين أظهروا عصبية واضحة وخصوصا في الشوط الأول من خلال ارتكابهم اخطاء فنية، وتشتيت خاطىء للحارس، وهفوات قاتلة، وأكثروا من الكرات العالية التي لم يجد مدافعو بوركينا الطوال القامة أي صعوبة في التعامل معها. لكن المنتخب المحلي المدعوم بقوة من الجمهور نجح في ازالة الضغوط عنه عندما افتتح التسجيل بواسطة المخضرم مجيد بوقرة اثر معمعة أمام باب المرمى. لكن على العموم نجح المنتخب الجزائري في احتواء خطورة منافسه وتحديدا من خلال شل حركة جناحه السريع جوناثان بيترويبا ومنعه من شن هجماته المعتادة على الجهة اليمنى. فعالية خارج الديار تميز المنتخب الجزائري بالصلابة على أرضه، لكنه كان فعالا أيضا بعيدا عن قواعده. ففي ست مباريات في الدور الثاني، أهدر ثلاث نقاط فقط خارج ملعبه وذلك عندما سقط أمام مالي 1-2 أقوى منافسيه في المجموعة السابعة في 12 يونيو/حزيران 2012. وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2013 وخلال ذهاب الملحق ضد بوركينا فاسو، كانت الجزائر متعادلة مع اصحاب الأرض 2-2 حتى قبل خمس دقائق من نهاية المباراة عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لبوركينا. وعلى الرغم من الخسارة فان الهدفين اللذين سجلهما المنتخب الجزائري خارج ملعبه كانا حاسمين في مباراة العودة. وصرح مدرب الجزائر وحيد خليلودزيتش قبل مباراة الإياب "يتعين على لاعبي فريقي ان يكون منضبطين خصوصا في خط الدفاع قبل ان يفكروا بالتسجيل". ثأر خليلودزيتش اذا لم تحصل أي مفاجأة فان مدرب الجزائر سيخوض أول تجربة له في كأس العالم FIFA الصيف المقبل. ويشكل هذا الأمر عملية ثأر للمدرب البوسني الفرنسي لأنه أقيل من منصبه مدربا لكوت ديفوار قبل أشهر قليلة من نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد ان خدم لمدة سنتين ونصف السنة بكل اخلاص. ويقول المدرب اليوم في ما يتعلق باقالته بطريقة وحشية "لقد شعرت بألم كبير جراء هذا الأمر". فبعد سلسلة من 24 مباراة من دون هزيمة، قرر الاتحاد الإيفواري الاستغناء عن خدماته بعد خسارة الأفيال في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2010 على يد الجزائر! وبالتالي فان مدرب الجزائر حاليا يستمتع بما تحقق وقال في هذا الصدد بعد انتزاع فريقه بطاقة التأهل الى البرازيل "انها أفضل لحظة في حياتي". واحتفى به لاعبو الفريق كما يجب بعد التاهل. وعلى الرغم من سمعته بانه قاسي القلب، فانه لم يخف مشاعره حتى انه ردد الشعار الذي يلازم منتخب الجزائر في كل مرة يحقق فيها الفوز "واحد، اثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر!" عملية التجديد ما تحقق يعود بالدرجة الأولى الى القرارات الصعبة التي اتخذها المدرب وحيد. لم يتردد المدرب الذي يركز كثيرا على انضباط وسلوك لاعبيه، في ابعاد بعض الاسماء التاريخية عن صفوف المنتخب اأمثال رياض بودبوز، كريم زياني، عنتر يحيي أو نذير بلحاج ومنح الفرصة لجيل جديد أبرزهم الثلاثي سفيان فيجولي، إسحاق بلفوضيل وسافير تايدر. تملك الجزائر حاليا مجموعة متماسكة ومتضامنة لا يدخل مرماها الكثير من الأهداف، في المقابل تضم مواهب قادرة على احداث الفارق في المقدمة. يقود خط الهجوم ببراعة، العربي هلال سوداني واسلام سليماني منذ ان منحهما خليلودزيتش الفرصة. قصة جديدة يعتبر التأهل الى البرازيل نفحة أوكسيجين منعشة بعد النتائج المخيبة للمنتخب الجزائري على المسرح الدولي. فبعد الغياب عن كأس الأمم الأفريقية 2012، أنهى دور المجموعات في نسخة 2013 من البطولة القارية في المركز الأخير. واذا كان التأهل الى نهائيات كأس العالم يعتبر انجازا بحد ذاته، فان هذه الدولة لا تريد الاكتفاء بمجرد المشاركة خصوصا انها المرة الرابعة لها الى العرس الكروي. سيظل جيل نسخة عام 1982 بقيادة رابح ماجر، الأخضر البلومي وصالح عصاد هو المرجع، فقد تمكن هذا الجيل الذهبي من تسجيل ثاني فوز أفريقي في النهائيات عندما ألحق الهزيمة بألمانيا الغربية 2-1 في مباراة تاريخية. بيد ان الجزائر لم تتمكن من بلوغ الدور الثاني في تلك النسخة، وتكرر السيناريو عامي 1986 و2010. ومن أجل دخول التاريخ، يتعين على الجيل الحالي تخطي الجيل الذهبي في البرازيل 2014.