ظهر على الإنترنت مؤخرا موقع إلكتروني جزائري خاص بالهجرة السرية والمهاجرين باللغتين العربية والفرنسية. ويشمل الموقع الإخباري أركانا مختلفة من ضمنها ''أخبار الحرافة'' و''شهادات ناجين من الموت'' و''قوارب الموت''، بالإضافة إلى نوافذ عن آخر أخبار ''الحرفة''. كما يشمل الموقع ألبوما يتضمن صور ضحايا ''الحرافة'' من الشباب الجزائري الذين فقدوا حياتهم أثناء محاولاتهم اليائسة الهجرة نحو الضفة الأخرى. ويرى مراقبون أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية ''مؤشر قوي على عمق الأزمة التي تتخبط فيها الجزائر، حيث فشلت جميع الحكومات المتعاقبة في حل المعضلة''. ورغم تدخل الرئيس بوتفليقة شخصيا قبل شهرين، وإعلانه عن إجراءات سياسية تهدف إلى إعادة إدماج الشباب اليائس عبر إشراكه في شتى المشاريع الإنمائية، إلا أن الخطوة لم تكن لتقنع ''الحرافة'' بجدوى التخلي عن شعارهم الشهير ''روما ولا نتوما''، وهي ظاهرة محيرة لم يجد لها الرئيس بوتفليقة وصفا غير ''فقدان الروح الوطنية''. ويعتبر مراقبون جزائريون أن نقص الإعلام والفراغ القانوني المسجل في مجال مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، سببان مباشران لتفشيها، وينادون بتبني استراتيجية شاملة للتكفل بالشباب الباحث عن إثبات ذاته، فيما لا يفهم الكثير كيف يمكن لهؤلاء الشباب الغض أن يفروا من بلد غني كالجزائر.