أظهرت أدلة جمعتها وكالة رويترز للأنباء أن القوة الروسية العاملة في سوريا منيت منذ أواخر جانفي منيت بخسائر في صفوفها تزيد على عدد القتلى الذين اعترفت بهم موسكو. وحسب رويترز، فإن عدد القتلى أكثر من ثلاث مرات عن عدد القتلى الرسمي، وذلك في حصيلة تبين أن القتال في سوريا أصعب وأكثر كلفة مما كشف عنه الكرملين. فيما قال قريب لأحد القتلى إن قريبه ذكر له في مكالمة هاتفية قبل مقتله أن "من بين كل 100 (متعاقدين روس) يعود 50 في نعوش". وانكشف عدد القتلى في مقابلات مع أقارب وأصدقاء القتلى والعاملين في مقابر، ومن خلال تقارير إعلامية محلية عن تشييع جنازات، وكذلك ما جمعته مجموعة من المدونين الاستقصائيين يطلق عليها اسم (فريق استخبارات الصراعات). وفي كل حالة على حدة، تحققت رويترز من المعلومات من مصادر مستقلة؛ بالتحدث إلى شخص يعرف القتيل. وتمثل الخسائر البشرية منذ نهاية جانفي واحدا من أعلى أعداد القتلى في صفوف القوات الروسية في سوريا منذ بداية تدخل موسكو العسكري قبل 18 شهرا. وأحال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية الأسئلة عن هذه الخسائر إلى وزارة الدفاع. ولم ترد وزارة الدفاع على استفسارات رويترز عن الخسائر أو العمليات العسكرية في سوريا. ولم يرد الكرملين على الفور على طلب التعليق. ولم يكن أغلب القتلى من الجنود النظاميين الروس، بل مدنيين روسا يؤدون مهاما عسكرية بعقود خاصة بأوامر من القادة الروس. ولم تعترف موسكو رسميا بوجود هؤلاء المتعاقدين في سوريا. أحد القتلى يدعى يوري سوكالسكي (52 عاما) من منتجع جيليندجيك الروسي على البحر الأسود، وقال مصدر من المقربين منه إنه وقع عقدا للذهاب إلى سوريا في جانفي مع مجموعة من المتعاقدين. وقال المصدر إنه أبدى في واحدة من مكالماته الهاتفية الأخيرة دهشته؛ لضخامة عدد المتعاقدين الروس في سوريا، وروى ما قيل له عن شدة القتال. كما نقل المصدر عن سوكالسكي قوله: "من بين كل 100 واحد يعود 50 في نعوش". وطلب المصدر عدم الكشف عن هويته؛ خوفا من عواقب كشف معلومات حساسة للسلطات الروسية.