ساد غضبٌ عارمٌ في أوساط نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بمصر، جرَّاء ظهور منى عبد الناصر، ابنة الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، وهي ترقصُ على أنغام أغنية شعبية، في الإحتفال بزفاف نجلها، أحمد أشرف مروان، الذي كان مدعوا إليه السفير الإسرائيلي بمصر، ديفيد جوفرين. ونشرت صفحة "رابطة المصريين في إسرائيل"، مقطع فيديو تظهر فيه منى جمال عبد الناصر، وهي تتمايل على أنغام أغنية المطرب الشعبي حكيم "هما استغنوا عني"، في حفل زفاف نجلها أحمد، بفيلا العائلة، بضاحية القطامية، في حضور السفير الإسرائيلي بالقاهرة. وحرصت منى على الترحيب بالحضور، وإلتقاط الصور معهم، وبينهم عدد من الشخصيات المقربة منها، ومنهم الفنانة إلهام شاهين، التي رقصت رقصا مُثيرا في الحفل، والفنانة ليلى علوي، والمخرجة السينمائية إيناس الدغيدي.
و أثار ظهور السفير الإسرائيلي في حفل زفاف حفيد عبد الناصر، موجة من الجدل، خاصة أن منى عبد الناصر سبق أن إتهمت المُخابرات الإسرائيلية بالضلوع في اغتيال زوجها أشرف مروان بلندن. وعُثر على مروان ميتا على الرصيف تحت شقته الفاخرة في حي كارلتون هاوس القريب من ساحة الطرف الأغر وسط لندن في 2007. وقالت زوجته وقتها إنه أسرّ إليها قبل تسعة أيام من الحادث بأن عناصر تصفية كانت تطارده، وإن جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي يريد قتله. ومن جهتها، قالت تقارير صحفية إسرائيلية، إن مروان كان يعمل لحساب الإستخبارات الإسرائيلية، وأمدها معلومات وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها لا تُقدر بثمن. ووفق كتاب "الملاك أشرف مروان.. الموساد ومفاجأة يوم الغفران"، للمحاضر الإسرائيلي أوري بار يوسيف، فإن مروان واصل تعاونه مع جهاز "الموساد" نحو ثلاثة عقود، وإستمر إلى ما بعد حرب 1973 التي أنذر إسرائيل من شنها، قبيل موعدها بيوم. غير أن الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وصف مروان، بأنه "كان وطنيا مُخلصا، وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها "، مُشددا على أنه لم يكن جاسوسا لأي جهة على الإطلاق، ونفى أنه أبلغ إسرائيل بموعد حرب أكتوبر.
وبينما تجاهل الإعلامي المُوالي لسلطات الإنقلاب، وائل الإبراشي، رقص إبنة جمال عبد الناصر في الحفل بوجود السفير الإسرائيلي، فإنه بث مقطع فيديو للممثلة إلهام شاهين، وهي تقدم وصلة رقص في أثناء حضورها الحفل نفسه. وعقَّب، في برنامج "العاشرة مساء" عبر فضائية "دريم"، السبت، على رقصها بالدفاع عنها، مُتسائلا: "إنه فرح.. هي الناس هتعمل إيه في الفرح.. هتلطم؟"، زاعما أن هناك "من يتصيّدُ الأخطاء، لتشويه صورة أسرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر"، على حد قوله. وشدد على "رفض تسييس الأفراح"، قائلاً إنه لا داع لتسييس هذه الأفراح، ولا إتهام أولاد عبد الناصر أو القول إنه يتألم في قبره، محذرا من تصيد هذه المشاهد للإساءة لعبد الناصر وأسرته. وتابع أن المقطع يتم استغلاله بشكل صادم، في حين أنه رقص إلهام شاهين أمر يحدث في كل الأعراس، بحسب وصفه.