حذر الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب نداء تونس العلماني أمس، من أن البلاد قد تسقط في حالة من الفوضى والعنف السياسي لن تخرج منه بسهولة في ظل حكم “الإسلاميين” بعد مقتل ناشط سياسي من الحزب اثر اشتباكات بين “إسلاميين” وعلمانيين أول أمس. وتقود حركة النهضة الحكومة بعد فوزها في انتخابات جرت العام الماضي. ومنذ وصولها للحكم زاد التوتر بين “الإسلاميين” والعلمانيين الذين يقولون إن قيم الحداثة أصبحت مهددة وان الحكومة تحاول بث مناخ من الخوف عبر تساهلها مع “المتشددين”. وقتل لطفي نقض منسق حركة نداء تونس في مدينة تطاوين اثر اشتباكات عنيفة بالعصي والمولوتوف بين “إسلاميين” مقربين من حركة النهضة وعلمانيين مناهضين لها. وقال السبسي في مؤتمر صحفي “ما حصل هو أول عملية اغتيال سياسي في البلاد بعد الثورة. ما حصل منعرج خطير وقد يدفع البلاد لدوامة من العنف والفوضى والاقتتال بين التونسيين.. إنه أمر خطير قد لا نخرج منه بسهولة”. واتهم السبسي حركة النهضة بدعم عملية الاغتيال وقال “سقط القناع. ما جرى يأتي ضمن حملة ممنهجة للنهضة التي تحث أنصارها على إقصائنا من الحياة السياسية والاجتماعية بحجة أننا تابعين للنظام السابق”. وتواجه حركة نداء تونس انتقادات بأنها تضم مسؤولين في حزب التجمع الدستوري السابق الذي تم حله العام الماضي بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان السلطات التونسية بالتساهل مع هجمات “متشددين” على معارضين وفنانين وصحافيين بسبب مواقفهم او ملابسهم وطالبت بتقديمهم للمحاكمة بسرعة. وتقول حركة النهضة إن الجميع متساوون أمام القانون وإنها ترفض أي شكل من العنف أيا كان مصدره.. إسلاميا أو علمانيا. من ناحية أخرى، ترفض حركة النهضة الحوار مع حركة نداء تونس وتقول إنها إعادة إنتاج للنظام السابق وإنها تتكون من قيادات في حزب الرئيس السابق.