اشتكى مثقفو العديد من الولايات الداخلية والجنوب مرارا من “مركزية النشاط الثقافي” واستئثار الشمال، والعاصمة تحديدا، ب”حصة الأسد” مما يقدم من تظاهرات ومهرجانات في الفنون والأدب وغيرها. وإن كان هذا المشكل أخذ في التلاشي بعض الشيء من خلال نقل مهرجانات عديدة إلى ولايات الداخل، يظل مشكل “الفضاءات” مطروحا بقوة رغم المشاريع التي تعلن عنها مديريات الثقافة والوزارة الوصية بين الحين والآخر. وضمن هذا الإطار، أوضح مدير الثقافة بغرداية مصطفى بحريز أن مهرجان “القراءة في احتفال” الذي تحتضنه الولاية غرداية إلى غاية ال14 من الشهر الجاري، يسجل إقبالا منقطع النظير على مختلف الأنشطة الفنية والثقافية التي برمجت خصيصا لهذا الحدث الذي يستقطب ما يقارب 1500 طفل يوميا رفقة أولياء أمورهم. ورغم هذا، أوضح محدثنا، وهو محافظ المهرجان، أن هذه الأيام الثقافية تواجه بعضا من الصعوبات التي لا ترتقي إلى مستوى طموحات القائمين على الحدث، وذلك بسبب نقص فضاءات مهيئة وجميلة من شأنها أن تحتضن مختلف الأنشطة المبرمجة. واعتبر أن أهمية مضمون المهرجان وأهدافه فرض بذل جهود مضاعفة أدت إلى إيجاد فضاء مفتوح مجاور لقاعة الرياضات بالولاية التف حوله الأطفال بطريقة “غريبة”. وأوضح محافظ مهرجان “قراءة في احتفال” أن الهدف الأساسي من التظاهرة هو التركيز على المطالعة حتى لا تبقى فعلا موازيا لباقي النشاطات، حيث تم في هذا الإطار طبع وثيقة تحمل شعار “لنشجع أبناءنا على المطالعة” تم توزيعها على أولياء الأطفال، وذلك من أجل تقريب الكتاب للطفل وحثه على المطالعة، إلى جانب استمتاعه بعدد مميز من النشاطات الترفيهية والثقافية والورشات المتخصصة في القراءة والرسم والشريط المرسوم والخط العربي وورشة للمخطوطات تساهم في تعريف الطفل بالكتاب في شكله الأولي أو البدائي، خصوصا أن ولاية غرداية غنية في مجال المخطوطات. كما تنظم ورشات في الكتاب الافتراضي وأخرى للترفيه “تشكيل الدمى والعرائس” و”الحكواتي”.من ناحية أخرى، أكد مصطفى بحريز أنه إلى جانب دعم الكتابوتقريبه إلى الطفل، يهدف منظمو المهرجان إلى إخراج الكتاب من مفهومه العادي والضيق المتعارف عليه، إلى الكتاب مع الرسموالنطق، حيث خصص في هذا الإطار معرض للكتاب وندوة حول موضوع “إشكالية المطالعة” يتم على هامشها عروض أخرى مسرحية وبهلوانية، وتنظيم قافلة تتنقل إلى عدد من بلديات الولاية. كما خصص مهرجان “قراءة في احتفال” مسابقة للأطفال تتم على أمواج الإذاعة المحلية يتم خلالها طرح أسئلة على الأطفالواستقبال إجاباتهم التي يتم على أساسها اختيار الفائز.