بعد المعلومات التي نشرتها ''البلاد'' في وقت سابق عن وضع الملياردير الفار عبد المومن خليفة صاحب أكبر فضيحة مالية عرفتها الجزائر منذ استقلالها، والقابع منذ أكثر من سنتين بسجن وانزوورث، غربي لندن، في انتظار تسليمه إلى العدالة الجزائرية. ذكر الموقع الإلكتروني ''عرب أونلاين'' أن الخليفة صار يشتغل منظفا يكنس نفايات السجن المحبوس فيه لقاء قبض مستحقات مالية مقابل العمل الذي يؤديه داخل السجن، حيث يقبع في الطابق الرابع بالجناح المرقم بحرف ''س'' بسجن وونزوورث غربي العاصمة البريطانية. وأكد الموقع نقلا عن مصادر، قال إنها عاينت بعض الحقائق التي يعيشها الشاب ''الملياردير'' سابقا، أن هذا الأخير أصبح يتعاون مع إدارة السجن بالسهر على نظافة الجناح المذكور وترتيب أغراضه. في حين أشار المصدر السالف إلى أن عبد المومن خليفة يقبض حوالي ثمانية جنيهات إسترلينية في الأسبوع مقابل تعاونه في تنظيف بعض العنابر، مضيفا أن الرجل صار يتحاشى قدر الإمكان تبادل أي حديث مع الجزائريين الذين يقضون عقوبتهم في السجن نفسه، وأنه يقضي أغلب أوقاته منعزلا عن الآخرين. وحاول المصدر ذاته الغوص في تفاصيل حياة الرجل التي اختصرت داخل أسوار السجن، بعدما كان صداه يهز أرجاء الجزائر، ليضيف أن زوار خليفة في سجنه محدودون جدا ويقتصرون على بعض أهله ومحاميه، كما لا يزوره أحد من رفقاء درب إمبراطورية ''الهف'' أو من محيط المال والأعمال الذي كان يحتل صدارته في الجزائر لفترة من الزمن. وبخصوص موقفه من قرار العدالة البريطانية القاضي بترحيله إلى الجزائر ذكر المصدر أن عبد المؤمن شبه متأكد من عدم ترحيله للجزائر بسبب أنه كان ضحية لمصالح ولوبيات جهات نافذة وقوية، وهو على يقين بأنه سيقضي عقوبته بالمملكة المتحدة، لأنه يظن أن لندن التي تشترط المحاكمة العادلة والنزيهة من القضاء الجزائري، مقابل ترحيله، لن تسمح بذلك بما أنه يعتبر نفسه ''ضحية مؤامرة''، كما يرى أن أطرافا نافذة متورطة معه في الجزائر ستقف بكل قوة في طريق تسليمه إلى القضاء الوطني. الجدير بالذكر أن ''البلاد'' كانت قد نقلت قبل مدة شهادات من بعض الشباب الجزائريين الذين تصادف قضاء مدة محكوميتهم في السجن ذاته الذي يقبع فيه محتال القرن، حين ذكروا أن عبد المومن يعيش في متاهة الإدمان على المخدرات والحبوب والخمور وباقي المهلوسات والمؤثرات العقلية الأخرى التي أضحى لا يستطيع فكاكا عنها. وحسب الشهادات ذاتها، فإن ملامح الملياردير الفار أضحت لا تكاد تعرف من قبل هؤلاء الشباب رغم أن بعضهم أكد مشاهدته عبد المؤمن عبر شاشة قناة الجزيرة التي نقلت آخر خرجاته الإعلامية. ونقلت ''البلاد'' عن أولئك الشباب قولهم ''إن شدة نحافة عبد المومن والتغيّر الجذري الذي طرأ على ملامحه، وقوة بروز آثار الإدمان ووطأة السجن على وجهه جعلت منه شخصا آخر يصعب التعرف عليه''.