من المنتظر أن تفتح محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف متهمين أحدهما من جنسية مالية والثاني جزائري خلال منتصف الشهر القادم، بعد أن كان الملف قد تأجل سابقا بسبب انسحاب دفاع أحد المتهمين، الذي طالب بإحضار عمار صايفي المعروف بالبارا كشاهد في القضية، بحكم أنه هو منفذ عملية اختطاف السياح الأجانب سنة 2003، إلا أن المحكمة رفضت طلب الدفاع مما أدى إلى انسحابه آنذاك. يذكر في الملف أن المتهمين “غ.ع” و”ي.م” كانا حلقة هامة في تجارة السلاح واختطاف الرعايا الغربيين وتلقي فديات التي كانت تتم تحت إمرة عمار صايفي المعروف بالبارا ومختار بلمختار المكنى بلعور أمير منطقة الصحراء. كما جاء في الملف أن المتهم”غ.ع” المكنى بمقاتل أبو جبل والذي ينحذر من منطقة بسكرة، تم تسليمه إلى الجزائر من طرف حكومة التشاد سنة 2010، بعد أن تبين تورطه في عمليات إرهابية عديدة تمت بالصحراء ضد مصالح غربية وقوات الأمن والجمارك، إلى جانب تورطه في ملف خطف السياح الألمان سنة 2003 . وتبين أن المتهم دخل رفقة مجموعة من عناصر “البارا” إلى تشاد في أواخر 2003، حيث اشتبك رفقة 47 إرهابيا مع عناصر الحركة التشادية قتل فيها 30 من أفراد المنطقة الصحراوية. كما أكد ملفه أنه وقع أسيرا لتنظيم الحركة التشادية من اجل الديمقراطية لعدة سنوات. وكان يفترض أن يتم تسليمه إلى ليبيا مع عدد من الذين كانوا محتجزين لدى الانفصاليين التشاديين، بناء على مقابل مالي تدفعه الحكومة الليبية. وينقل عن ”أبو جبل”، أن صفقة تسليمه إلى ليبيا لم تتم بسبب خلاف حول المقابل المالي الذي اشترطته الجماعة الانفصالية، التي كانت تنشط في تبستي شمال مالي. المتهم الذي ينحذر من بسكرة وعمره 39سنة، كان ينشط بجبال الجلفة حينما التحق بالتنظيم المسلح سنة 1996 قبل أن يتم نقله إلى الصحراء، حيث أدى ”مهام” تحت إشراف مختار بلمختار، من بينها ربط صلات مع عساكر من الجيش المالي لشراء أسلحة. كان ذلك عام 2001، وكلفه بلمختار بنفس المهمة في موريتانيا، وقد تسلمت السلطات الجزائرية المتهم رفقة متهم آخر من مالي (ي.م) يبلغ من العمر 25 سنة، يكنى بابو يوسف، كان من بين أحد أهم عناصر البارا نظرا لحضوره عدة صفقات تمت بخصوص شراء الأسلحة.