أيمن السامرائي فشلت الرواية الجزائرية مجددا في نيل مكانة لائقة ضمن سباق الجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة ب”البوكر”، حيث لم تتمكن روايتا “حادي التيوس” لأمين الزاوي و”أصابع لوليتا” لواسيني الأعرج من الدخول إلى القائمة القصيرة بعدما تم إدراجهما في القائمة الطويلة ضمن 16 عملا منافسا. وبرزت عقب الإعلان عن القائمة في تونس نهاية الأسبوع، تعاليق عبر مواقع التواصل الاجتماعية تطعن صراحة في شرعية الجائزة ونزاهة أعضاء لجنة التحكيم، بينما رأى آخرون أن العملين الروايتين الجزائريتين كان الأقل من حيث المستوى الفني مقارنة بتلك التي تمكنت من دخول مجموعة الست. وتضمنت اللائحة القصيرة روايات “يا مريم” للعراقي سنان أنطون و”أنا وهي والأخريات” لجنى الحسن و”القندس” للسعودي محمد حسن علوان و”مولانا” للمصري إبراهيم عيسى و”ساق البامبو” للكويتي سعود السنعوسي، بالإضافة إلى “سعادته السيد الوزير” لحسين الواد من تونس. وكان الجزائري بشير مفتي ضمن القائمة ذاتها للسنة الماضية عن روايته “دمية النار”. وتكشف القائمة القصيرة لهذا العام عن عدد من الاهتمامات الروائية المتنوعة التي تعد في صلب الواقع العربي اليوم، منها التطرف الديني وغياب التسامح ورفض الآخر، وانفصال الفكر عن السلوك عند الإنسان العربي المعاصر، وإحباط المرأة وعجزها عن اختراق الجدار الاجتماعي الذي يحاصرها، وتعرية الواقع الفاسد والنفاق على المستويات الاجتماعية والدينية والسياسية والجنسية. وفاجأت القائمة القصيرة لهذه السنة البعض، وذلك من حيث غياب بعض الأسماء اللامعة في القائمة الطويلة، إذ غابت عن رواية “طيور الهوليداي إن” للبناني ربيع جابر الذي حصد الجائزة عام 2012 عن روايته “دروز بلغراد” كما وصلت روايته “أمريكا” إلى القائمة القصيرة عام 2009. كما غاب الروائي اللبناني المخضرم إلياس خوري وروايته “سينالكول”، وكذلك واسيني الأعرج وروايته “أصابع لوليتا” وأمين الزاوي في “حادي التيوس”. ولم يحالف الحظ أيضا الكاتب الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله الذي وصلت روايته “زمن الخيول البيضاء” إلى القائمة القصيرة عام 2009. أما الشق الآخر للمفاجأة فهو وصول كاتبة بروايتها الأولى، هي اللبنانية جني الحسن وروايتها “أنا وهي والأخريات”. ولوحظ أيضا أن المرشحين الستة ينتمون إلى ست دول مختلفة، وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ الجائزة، حيث تحرص الإدارة على التأكيد أن التوزيع الجغرافي للمرشحين أو جنسهم أو تاريخهم ليس من العوامل التي تؤثر في اختيار اللجنة، وهو ما أكدته خيارات اللجنة هذه السنة أيضا. ومن الروايات المرشحة للقائمة الطويلة أيضا ولم يحالفها الحظ للوصول إلى القصيرة “تويا” للمصري أشرف العشماوي، و”ملكوت هذه الأرض” للبنانية هدى بركات و”يافا تعد قهوة الصباح” للفلسطيني أنور حامد و”حدائق الرئيس” للعراقي محسن الرملي و”رجوع الشيخ” للمصري محمد عبد النبي. في السياق ذاته، يرى متابعون أنه من البديهيات في النقد الأدبي أن الذائقة الفنية للناقد تلعب دوار حاسما في مقاربته للعمل الأدبي ومن الصعب تطبيق قوانين موضوعية صارمة على النص، فوق مستوى فني معين، وعلى هذا لم تكن خيارات القائمة القصيرة مفاجئة لمن يعرف آلية عمل لجان الجائزة. وتضمنت لجنة تحكيم الجائزة الناقد والأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، رئيسا، ورئيس اتحاد رسامي “الكاريكاتير” العرب ورئيس تحرير الجريدة السورية اليومية المستقلة “الدومري” علي فرزات، والأكاديمية والباحثة البولندية “باربرا ميخالك بيكولسكا”، وأستاذة الأدب العربي في كلية الآداب في جامعة ياغيلونسكي “في كراكوف”، بالإضافة إلى الجزائرية زاهية إسماعيل الصالحي، وهي أستاذة في “جامعة مانشستر” ومختصة بالأدب العربي ودراسات النوع. وسيجري الإعلان عن الفائز بالجائزة لهذه السنة في 23 أفريل القادم على هامش معرض أبو ظبي للكتاب ويحصل الفائز بها على مكافأة قدرها 50 ألف دولار، وتترجم روايته إلى لغات عديدة.