تزايدت أمس حالة الغليان الشباني في أوساط البطالين بمدينتي الأغواط وحاسي الرمل، مباشرة عقب زيارة وزير الطاقة والمناجم لعاصمة الغاز الجزائري وتقديمه لحاملي الشهادات الجامعية، تطمينات مستقبلية في تحسن سوق التشغيل بالمنطقة الصناعية، حيث انتفض العشرات بمدينة الأغواط في حركة احتجاجية سلمية موسعة بالقرب من مبنى الولاية الذي تم تعزيز جوانبه بعناصر فرق مكافحة الشغب والتي انتشرت بأعداد هائلة قصد الحيلولة دون مرور الأمواج البشرية المنادية بما أسمته بالتهميش والحقرة في نيل حقها من مناصب الشغل. المحتجون من شباب مدينة الأغواط ومن بينهم خريجو الجامعات والمعاهد العليا وحتى البطالين العاديين، فضلوا في إطار سلمي رفع شعارات منددة بسياسة التشغيل المنتهجة بالولاية وتوجيه أصابع الاتهام للقائمين على هذا الملف الشائك بما في ذلك كبريات الشركات الاقتصادية التي تعتمد حسبهم عمليات التشغيل المباشر وتجاهل التوصيات الحكومية التي تقر بحق الأولوية لشباب الولاية، مطالبين في ذلك بضرورة تطبيق المادة 34 من الدستور التي تضمن عدم المساس بكرامة المواطن، لا سيما في ظل تخوف البعض من حدوث بعض التجاوزات والاستفزازات الأمنية وكذا المادة 55 من الدستور التي تتضمن حق العمل لكل مواطن، معربين عن مواصلة احتجاجاتهم بطرق سلمية لحد الفصل في مسألة تشغيلهم. وفي المقابل أقدم العشرات من البطالين بمدينة حاسي الرمل على غلق مقر الوكالة المحلية للتشغيل بمدينة بليل الجديدة ومنع دخول وخروج الموظفين، على خلفية ما نعتوه بعدم وجود الشفافية في التشغيل والتحايل المفتعل في العروض المقدمة من قبل الشركات البترولية واعتماد هذه الأخيرة سياسة التشغيل المباشر من خارج الولاية، وهي العدوى التي انتقلت بالجوار إلى مقر البلدية الذي تم غلقه في أوجه المواطنين وسط حالة من الغضب الشباني التي يئست من خلفها دعوات التعقل من قبل ممثلي السلطات المحلية.