أقدم ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، 6 بطالين من مدينة حاسي الرمل الصناعية جنوبالأغواط، على محاولة انتحار جماعي إثر صعودهم إلى أعلى قمة عمود هوائي تابع لمؤسسة اتصالات الجزائر وتهديدهم أمام الملأ برمي أنفسهم من الأعلى، ما لم تمكنهم السلطات المحلية من نيل مناصب عمل بالشركات البترولية. الوضع المقلق الذي أثار حالة استنفار قصوى في أوساط السلطات العمومية والجهات الأمنية وجلب معه فضولا كبيرا من قبل المواطنين، لم يتوقف سيناريو رعبه إلا بعد مرور ست ساعات كاملة من التفاوض وتقديم وعود بتحقيق مطلب هؤلاء، بعدما بذل في ذلك بعض العقلاء والأئمة مجهودا كبيرا في إقناع البطالين بالعدول عن فكرتهم المخالفة لتعاليم ديننا الحنيف. البطالون الذين عادوا لمواصلة اعتصامهم المفتوح منذ أزيد من ثلاثة أسابيع داخل خيمتين نصبتا أمام المركب الإداري لمؤسسة سوناطراك، قسم الإنتاج وقاعدة 24 فبراير التابعة لذات المؤسسة الاقتصادية، أكدوا على تمسكهم بخيار البقاء وتهديدهم بتصعيد حركاتهم الاحتجاجية مع الذهاب بها بعيدا، مالم تكن هناك ضمانات تمكنهم من نيل حقهم في مناصب الشغل التي توفرها كبريات الشركات الاقتصادية. كما لم يترددوا في فتح النار على مسؤولي هذه الأخيرة ونعتهم بمنتهجي سياسة التشغيل المباشر، وما أسموه في شعارتهم بالتمييز المفتعل والتهميش والحڤرة الممارسة في حق عشرات البطالين بإقليم الجهة والولاية، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق وزارية للوقوف على بعض الخروقات في سوق التشغيل التي قالوا إنها تجاوزت الخط الأحمر ولا يمكن السكوت عنها بأي حال من الأحوال.