حاولت تفسير ظاهرة “خلفان” المغرد.. وهو ضابط أمن إماراتي.. تطفح صفحاته في “تويتر” بقلة الحياء والغرور والتحامل على الإسلاميين وتلفيق التهم لهم.. والسب والشتم وسوء الأدب معهم.. فلم يسلم من لسانه داعية أو عالم أو رئيس دولة منتخب.. والظاهر أن خلفان جزء من الظاهرة الإماراتية ذاتها ومن دبي تحديدا.. وانعكاس مباشر لوضعها الغريب.. فخلفان يؤدي وظيفة إعلامية سياسية مأجورة إلى جانب وظيفته الأمنية وينتهي دوره عند هذا الحد. من تغريدات خلفان أن الثورة المصرية تمت بمساندة إيرانية، وأن الإخوان لا يقلون خطرا عن إيران.. وأن تنظيم الإخوان ماسوني وأنهم يعملون على قلب أنظمة الحكم في الخليج.. وهددهم بقوله “يا إخوان اعلموا علم اليقين أنكم إذا بقيتم هكذا تسبون وتقذفون وتوبخون وتهمزون وتلمزون وتحتقرون وتكفرون وتفجرون.. فلن تجدوا ما يسر “.. وقدر أن “فوز الإخوان يوم شؤم وكارثة على المصريين والأمة العربية والإسلامية”.. وعزى بسبب ذلك الأمتين العربية والإسلامية “لأنهم أي الإخوان ليسوا من الإسلام في شىء.. استخدموا الدين ولم يخدموه”. وحين فاز مرسي بالرئاسيات.. كتب “تقدم مرسي تراجع لمصر”.. و”فوزه سايكس بيكو جديدة”.. متوعدا أنه “يحرم عليه.. أن نفرش له سجادا أحمر”.. وإنه “سيأتي الخليج حبوا”!! وقد بلغت به الحماقة وسوء الأدب أن قال إن الإخوان “سيقبلون يد” أبو متعب يعني ملك السعودية مثلما قبَّل حسن البنا يد الملك عبد العزيز”.. إشارة إلى صورة لحسن البنا يبدو فيها مقبلاً ليد الملك عبد العزيز.. كذبها نشطاء واصفين إياها بالمفبركة. وخلفان هذا.. كان قد تطاول على الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. وهدد بإصدار مذكرة اعتقال ضده من الشرطة الدولية ” الأنتروبول “.. لجلبه للإمارات ومحاكمته. فرد عليه الداعية الكويتي محمد العوضي “إن طريقة تفكير البعض تكشف عن ركام مرصوص من الجهل المعجون بالانفعال الطفولي”.. وقال بشأنه الداعية طارق سويدان.. “لا يجوز التوجه بهذا الخطاب إلى رجل دين من وزن القرضاوي.. وعلى جماعة الأمن التأدب مع العلماء الكبار”. *** يتطابق خطاب ” خلفان المغرد “.. مع التوجهات السياسية للإمارات العربية المتحدة ومواقفها المعلنة والمستترة.. فهما وجهان لعملة واحدة.. فما يقوله خلفان تنفذه دبي.. وما تبادر به دبي يسيل على لسان خلفان.. والشواهد كثيرة.. منها أن الإمارات كانت قد أرسلت وزير خارجيتها للقذافي قبل انهياره.. دعما له ضد ثورة الشعب الليبي.. والشيء ذاته فعلته مع حسني مبارك.. حين حثت الولاياتالمتحدةالأمريكية وفق بعض التقارير على عدم التخلي عنه.. ووصل الأمر إلى حد اقتراح تعويض مصر عن المعونة الأمريكية، إذا لزم الأمر”.. وهي التي وفرت الدعم المالي والمأوى السياسي لآخر رئيس وزراء مصري في عهد مبارك “العسكري شفيق “.. الذي نافس مرسي في الدور الثاني من الرئاسيات.. وتمنى خلفان المغرد فوزه، واصفًا إياه بمن “يمد جسور التواصل مع الخليج”.. وأكثر من هذا ثبت أن جهات رسمية في هذه الإمارات كانت تمد المعارضة المصرية بملايين الدولارات لإسقاط الإسلاميين في الانتخابات والاستفتاء على الدستور!! إمارة خلفان.. هي التي طردت الكثير من السوريين بمجرد أن تظاهروا تأييدا لثورة شعبهم ضد النظام الشيطاني في دمشق.. والذين لم توجه إليهم أي تهمة بارتكاب أعمال عنف.. وهي ذاتها التي تملك قوائم طويلة للممنوعين من دخول أراضيها وأغلبهم من الإسلاميين.. بمن فيهم الشيخ يوسف القرضاوي… وهي التي تحجب جنسيتها عن مواطنين إماراتيين أصليين.. وهي التي اعتقلت أطباء مصريين، مدعية “ارتباطهم بجماعة الإخوان المسلمين وجمع معلومات سرية حول أسرار دفاعية خاصة بدولة الإمارات، وتحويل أموال طائلة إلى التنظيم الأم في مصر بطرق غير مشروعة”!! *** باتت القصة الآن مكشوفة.. ولا سبيل لإخفائها أو تزييفها.. أصبحت الإمارات بؤرة تآمر ضد الإسلاميين.. وضد ثورات الربيع العربي.. وضد الحكومات والرؤساء المنتخبين ديمقراطيا.. ومن المؤسف أن تتحول دويلة صغيرة تدعي أنها عربية إسلامية.. إلى خنجر يطعن الأبرياء.. ومنبع متاعب لشعوب تبعد عنها آلاف الكيلومترات.. ويصبح لضابط الأمن فيها دور صاحب القرار.. ويتقدم فيها على وزير الداخلية. أسأل خلفان المغرد: أصحيح كما أوردت صحيفة “أرابيان بيزنس” الإلكترونية أن الإمارات العربية المتحدة توجت بالمرتبة الأولى عالميا في استهلاك “الويسكي الأسكتلندي” بحجم 10 ملايين لتر.. في حين يفرض القانون الإماراتي حد شرب الخمر على المسلمين ثمانين جلدة؟ أصحيح أن 70٪ من سكان الإمارات أجانب، وأغلبهم من غير العرب ومن غير المسلمين، فماذا لو طردوكم منها ذات يوم؟ أصحيح أن القيادي في حماس “المبحوح” قد جلب إلى أحد فنادق الإمارات.. ليقدم لقمة سائغة للموساد.. الذي قام بخنقه.. لتظهر أنت بطل كل الأوقات.. الذي يكشف الجريمة.. ولا يلقي القبض على المجرمين.. الذين ربما تسلقوا أعلى برج في العالم؟ *** علق الدكتور طارق السويدان الممنوع من دخول الإمارات.. على ما يجري في هذه الأرض الصحراوية.. حيث السراب يطغى على العقول والضمائر قبل العيون.. قائلا: “أهم من الشوارع الجميلة والمباني الفارهة والرواتب الضخمة ودفع الفواتير بالهاتف وجود حرية حقيقية وعدالة مستقلة”.. ومن أمام الكعبة دعا “اللهم وأنا أمام الكعبة الشريفة أسألك أن تنصر المجاهدين في سورية وتفك المعتقلين فيها وفي فلسطينوالإمارات وفي كل مكان.. وتنتقم ممن ظلمهم”.. لذا أدعوك يا خلفان أن ترفع يديك وتقول: آمين.