لا يزال إرهاب الطرقات يحصد أرواح المواطنين يوميا، وفي سابقة خطيرة تعتبر الأولى من نوعها في بلادنا، ارتفع عدد حوادث المرور خلال 24ساعة فقط عبر التراب الوطني إلى 33 حادثا جديدا خلّف مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 80آخرين بجروح متفاوتة الخطورة إلى جانب الحادث المميت الخطير الذي وقع فجر يوم الأربعاء ببلدية الشهبونية ولاية المدية مخلفا وفاة 21 شخصا وجرح 46 آخرين. سجلت وحدات الدرك الوطني في ظرف 24ساعة التي تزامنت مع سقوط الأمطار الطوفانية، 22 حادث مرور خلف 12قتيلا و25 جريحا، وفي أقل من 24ساعة الموالية أي يوم 30سبتمبر تضاعفت الحصيلة، إذ تم إحصاء 33 حادث مرور جديد منها ثلاث حوادث مميتة أدت إلى مقتل 3 أشخاص و30 حادثا جسمانيا أسفر عن إصابة 80مواطنا بجروح متفاوتة الخطورة، إلى جانب تسجيل خسائر مادية معتبرة تقدر ب 35 وسيلة نقل منها 74 سيارة سياحية، ثلاث شاحنات، حافلتين لنقل المسافرين وجرار فلاحي. تتوزع خريطة هذه الحوادث عبر جميع جهات القطر الوطني، منها حادثين مميتين بوسط البلاد وحادث آخر بالجهة الغربية للوطن، أما عن الحوادث الجسمانية، فقد تصدرت منطقة الشرق الجزائري الترتيب بإحصائها 17حادثا تليها مباشرة الجهة الجنوبية من الوطن ب 8 حوادث جسمانية ثم ثلاثة حوادث غرب البلاد وحادثين بالوسط. ورغم تجنيد جميع رجال أمن الطرقات التابعة لمختلف الأسلاك الأمنية وتكثيف تواجدها عبر الطرقات واستعمالها لجميع الأجهزة والوسائل لردع مستعملي الطرقات بواسطة رصد السرعة المفرطة عن طريق جهاز الرادار وسحب رخص السياقة وغير ذلك من وسائل الردع التحسيسي، غير أن مستعملي الطرق يتحدون كل هذا الإجراءات الأمنية ضاربين عرض الحائط القوانين والنصائح والتعليمات الخاصة للتحلي بالحيطة والحذر أثناء التقلبات الجوية وتساقط الأمطار، ويبقى العامل البشري للأسف يتصدر أسباب وقوع الكوارث المرورية ووراء حصد مئات الأرواح، ناهيك عن الخسائر المادية المعتبرة التي تُكلف خزينة الدولة خسارة مالية تقدر بمليارات الدينارات، حيث تعدّ السرعة المفرطة السبب الأول في حوادث المرور يليها عامل رفض منح الأولوية والتجاوزات الخطيرة وانعدام الرؤية. تجدر الإشارة إلى أن وحدات الدرك الوطني خلال الفترة الممتدة من 28إلى 29سبتمبر الماضي في ظرف 48ساعة، عاينت 22 حادث مرور أدى إلى مقتل 12شخصا وجرح 25 آخرين، ترتبط أسباب وقوعها دائما بعامل السرعة المفرطة لأصحاب وسائل النقل، عدم احترام الأولوية، التجاوزات الخطيرة، ضعف الرؤية والتغيير المفاجئ للاتجاه بدون الإشارة المسبقة، وكانت هذه الحوادث تزامنت والتقلبات الجوية الأخيرة التي تسببت في تهاطل كميات معتبرة من الأمطار أدت إلى حدوث سيول جارفة في الطرقات إلى جانب انزلاقات التربة، مما جعل وضعية الطرقات خطيرة وزلقة وهو ما اضطر السلطات المحلية في كثير من الولايات إلى غلق المسالك أمام حركة المرور لاستحالة استعمالها إلى حين تصليح الأوضاع.