أيمن. س/ وكالات أبدى النظام السوري استعداده للحوار مع المعارضة لكن “من دون شروط مسبقة”، وذلك على لسان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي قال في حديث للتلفزيون السوري الرسمي إن “الباب مفتوح والطاولة موجودة، وأهلا وسهلا وبقلب مفتوح لأي سوري يريد أن يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا”. وأوضح أن النظام يقبل بحوار غير مشروط ولا يقصي أحدا، “أما أن يقول لي أحدهم أريد أن أحاورك في الموضوع الفلاني فقط أو أطلق النار عليك، فهذا ليس حوارا”. وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب أعلن -في وقت سابق- استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام” خارج سوريا من أجل إنهاء الأزمة في بلاده، ودعا إلى انتداب فاروق الشرع نائب الرئيس السوري للتحاور معه. ويوم الخميس الماضي، أمهل الخطيب النظام السوري إلى غاية يوم الأحد “أي اليوم”، من أجل إطلاق المعتقلات في السجون قبل أن يلغي عرضه بالتفاوض، وقال -في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “إذا تأكدت أن ثمة امرأة واحدة في السجن في سوريا يوم الأحد، فإنني أعتبر أن هذه المبادرة قد رفضها النظام. وهو يقفز ويرقص على جراح شعبنا وآلامه وتعذيب النساء”. وتمنى الخطيب أن “يعقل النظام ولو مرة واحدة، ويشعر بأن هناك ضرورة لإنهاء معاناة الناس ويرحل”، وأضاف أن “الثورة ستستمر، ولكن سنبقي مجالا للتفاوض السياسي على رحيله”. ولم يتطرق الزعبي في حديثه إلى موضوع المهلة التي قدمها الخطيب، لكنه تحدث عن استعداد النظام لمحاورة حتى “المجموعات المسلحة”، مشترطا أن يُرمى السلاح ويصبح خارج المعادلة. وفي الأثناء، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إن العرض الذي قدمه الخطيب هو “أكبر الأمور المبشرة التي سمعناها بشأن سوريا في الآونة الأخيرة”، مضيفا أنه في ضوء الأهوال التي يعانيها الشعب السوري فإنه يجب تجربة أي فرصة لانتهاج طريق سياسي بدلا من الطريق العسكري، مشيرا إلى أن الخطيب يمثل “جزءا كبيرا ومهما من المعارضة”، مما يعطي عرضه مزيدا من الأهمية. وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري إن بلاده تفكر في الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء النزاع في سوريا الذي يتسبب في “الكثير من القتل”، كما وصف الوضع بأنه “غاية في التعقيد وغاية في الخطورة”، مضيفا أنه لم يكن على علم بالقرارات التي اتخذت قبل تولي منصبه، مؤكدا أنه يخطط للمضي قدما. وبشأن تسليح المعارضة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سوريا ليست في نقص السلاح، ملمحا إلى أن الثوار يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة، في حين يتلقى النظام دعما من إيران. من ناحية أخرى، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد أمس، تعديلا وزاريا لا يطال الوزارات السيادية، وقرر بموجبه استبدال خمسة وزراء بينهم وزيرا المال والنفط، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية. وقبل ذلك، حمّل نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد في تصريحات لموقع “شبيغل أونلاين” الألماني الغرب مسؤولية ما يحدث من عنف في سوريا، مشيرا إلى أن الرئيس بشار الأسد لبى كل طلبات المعارضة. ورفض استسلام النظام حتى ولو وصل المقاتلون لقلب دمشق، مشيرا إلى أن سقوط الأسد سيؤدي لسقوط سوريا في الموت والدمار. وتأتي تصريحات المقداد في وقت أوضحت تقارير أن المعارك دائرة حاليا بين الجيش النظامي ومقاتلي “الجيش الحر” في قلب العاصمة دمشق.