تصاعدت نهاية الأسبوع بمدينة الأغواط حدة الاحتجاجات المنادية بإطلاق سراح 15 شابا بطالا تم توقيفهم من قبل عناصر الأمن بالوكالة المحلية للتشغيل عقب قيامهم باقتحام المقر للمطالبة بما سموه بالحق المهضوم الذي تقاعست عن تحقيقيه الجهات الوصية. وقد تجمهر صبيحة الخميس العشرات من أهاليهم رفقة أعداد من البطالين أمام قصر العدالة وأطلقوا صيحات وشعارات تنادي بإطلاق سراح المعتقلين الذين اتخذ في حق سبعة منهم الحبس المؤقت بتهمة التجمهر المسلح والتحطيم العمدي لملك الدولة والاعتداء على أعوان الشرطة، فيما استفاد ثمانية من استدعاءات مباشرة. وحسب مصادر “البلاد” فإن حدة الاشتباكات بين عناصر الأمن والمحتجين من شباب المدينة وصلت لحد تبادل الرشق بالحجارة واستعمال الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي أسفر عن تعرض الجانبين لإصابات مختفلة استدعت نقل 9 من أعوان الأمن إلى مصلحة الاستعجالات، فيما تم الإبقاء عن ما يفوق 25 متظاهرا من الشباب لدى أهاليهم من أجل تلقي الإسعافات اللازمة خوفا من السقوط في فخ الاعتقال. ولعل من بين النقاط الرئيسية التي تجددت فيها الاحتجاجات الشبانية خلال ليلة الخميس الى الجمعة هي أحياء الجهة الجنوبية، حيث لم تهدأ شحنة الغضب لدى الشباب الذين دخلوا في مشادات مماثلة مع أعوان مكافحة الشغب تزايدت فيها حدة التراشق المتبادل بالحجارة والغازات المسيلة للدموع، والتي كان لهذه الأخيرة تأثير سلبي خلال اليومين الفارطين جراء ما سببته من اختناقات لدى العائلات القاطنة بحي الصادقية والشطيط وقصر البزائم، وتسريح التلاميذ من مقاعد الدراسة وسط حالة من الهلع الشديد التي ميزت الوضع الأمني عقب انتشار أعوان الأمن وتسلق عدد منهم فوق أسقف المنازل المحاذية للجبل المحاذي لحي الصادقية. ولعل القطرة التي أفاضت كأس الاحتجاجات هي يأس العشرات من الشباب من إمكانية حصولهم على مناصب عمل واتهامهم لمسيري الوكالة بالتحايل وعدم الشفافية في توزيع عروض العمل التي استدعت البعض من الجامعين لحرق شهاداتهم ومحاولة البعض الآخر التهديد بالانتحار وسط مساع لم تتوقف من قبل العقلاء خوفا من وقوع ما لا تحمد عقباه.