تعتبر بلدية الڤلتة الزرقاء الواقعة بدائرة العلمة من أفقر بلديات ولاية سطيف والتي لم يسجل بها أي تقدم في مجال التنمية رغم أن عدد سكانها يتجاوز 15 ألف نسمة، خاصة بالنسبة للذين يقطنون بالمشاتي البعيدة عن مقر البلدية مركز على غرار بومالك، وادي العطش كعوان وغيرها من المشاتي الأخرى، إذ يتخبطون في جملة من المشاكل والتي أضحت تؤرق حياتهم اليومية، لانعدام أدنى شروط الحياة الكريمة. وعليه يطالب هؤلاء بإعداد برامج تنموية من شأنها رفع الغبن عنهم وإخراجهم من حالة التهميش والعزلة التي يتخبطون فيها منذ سنين طوال، ويضيف بعض السكان أنه ورغم عديد الشكاوى المطروحة على السلطات إلا أنه لا حياة لمن تنادي، وتأتي على رأس مطالبهم التهيئة الحضرية بمقر البلدية مركز وتوفير الغاز الطبيعي للمشاتي التي توجد بها كثافة سكانية على غرار بومالك، كعوان وأولاد عمران. الغاز الطبيعي مطلب رئيسي أبدى سكان بعض المشاتي التابعة لبلدية الڤلتة الزرقاء غضبهم الشديد من غياب هذا المورد الضروري الذي يعد شريان الحياة في وقتنا الحالي، خاصة في فصل الشتاء وهم يعانون كثيرا نتيجة البرودة القاسية التي تتميز بها المنطقة، حيث لا يزالون يتكبدون المعاناة خلال هذا الفصل، حيث لم يتم ربط منازلهم بهذه المادة الحيوية إلى يومنا، لتبقى المعاناة تلازم السكان أثناء التنقل إلى المحلات المختصة في بيع قارورات الغاز، إضافة إلى نقلها في السيارات والتي تكون مؤجرة في الكثير من الأحيان إلى مسافات طويلة، مايجبرهم على العودة إلى الاحتطاب لاستعماله في التدفئة وحتى للطهي، حيث لا يزالون ينتظرون بشغف كبير ربط سكناتهم بغاز المدينة الذي من شأنه تخليصهم من متاعب الحصول على قارورات غاز البوتان، التي عادة ما يكثر عليها الطلب خلال فصل الشتاء ويرتفع سعرها إلى أكثر من 1000دج. مراكز صحية.. هياكل دون روح كما تشهد بلدية الڤلتة الزرقاء بسطيف، جملة من النقائص عكّرت على السكان صفو حياتهم اليومية، في مقدمتها عدم وجود الأطباء المختصين بالمركز الصحي الوحيد الموجود بالمنطقة في حين تبقى باقي المراكز الموجودة بمختلف المشاتي هيكلا بلا روح، حيث تقتصر الخدمات الصحية على فحوصات تبرمج خلال أيام الأسبوع لطبيب عام، أخذ الحقن وتضميد الجراح بينما عمليات خياطة الجرح لا تتم على مستوى هذه المراكز، ما يدفع السكان في كل مرة إلى التنقل إلى العيادات والمراكز الطبية المتواجدة في مدينة العلمة، نظرا لانعدام الأطباء المختصين، متحملين بذلك مصاريف التنقل خاصة الذين لا يملكون سيارات خاصة، الأمر الذي أثار غضب المرضى وحملهم مصاريف إضافية أثقلت كاهلهم، مبدين تذمرهم من سياسة التهميش والتجاهل التي تنتهجها الجهات المعنية، وطالبوا بضرورة تدعيم المركز الصحي بأطباء مختصين ولما لا إنجاز عيادة متعددة الخدمات حتى يتم تغطية احتياجاتهم الصحية ويعفيهم من التنقل إلى المراكز الأخرى بمدينة العلمة. حالة كارثية تشهدها الطرقات تشهد معظم طرقات بلدية الڤلتة الزرقاء، حالة كارثية ولم تشهد أية عمليات تهيئة منذ سنوات طوال بل يلجأ المسؤولون إلى عمليات ترقيعية، وهي عمليات غير مجدية إذ سرعان ما تعود إلى حالتها الأولى خاصة عند سقوط الأمطار، حيث تكثر فيها الحفر والمطبات التي تتسبّب في عرقلة حركة السير، بالإضافة إلى إلحاق أضرار وأعطاب بالمركبات كبّدت أصحابها مصاريف لتصليحها هم في غنى عنها، حيث تتحوّل هذه المسالك في فصل الشتاء إلى مجمع يحتضن البرك المائية والأوحال، ومصدرا للغبار صيفا. ورغم أنهم رفعوا عدة شكاوى بهذا الخصوص، إلا أن الحال لا يزال على حاله ولا حياة لمن تنادي. سكان أولاد عمران ينتظرون الترحيل عبر العديد من السكان القاطنين بمشتة “أولاد عمران “والذين مستهم عملية الترحيل بعد استغلال اراضيهم من طرف الدولة لأجل إنجاز عليها سد “ذراع الديس” عن مللهم من الانتظار جراء تأخر عملية تسليمهم تلك السكنات التي تجري أشغال بنائها بسرعة السلحفاة، متسائلين متى يتم ترحيلهم إليها، حيث أكدوا أنهم لم يجرون أية ترميمات على منازلهم كون عملية الإحصاء الخاصة بترحيل السكان القريبين من السد مستهم إلا أنهم يرون بأن عملية الإنجاز قد طالت ما جعلهم يطالبون بالإسراع في وتيرة الأشغال والانتهاء منها. وحسب المعلومات المتحصل عليها ستستفيد من هذه السكنات حوالي 500 عائلة سيتم تسليمها إلى أصحابها ريثما تنتهي بها الأشغال. النقل المدرسي هاجس يطارد التلاميذ رغم المجهودات التي يبذلها المسؤولون بالبلدية لتوفير النقل المدرسي للتلاميذ القاطنين بمشاتي البلدية على غرار أولاد عمران، بومالك، كعوان، وادي العطش وغيرها من المناطق، ورغم أن البلدية تملك ثلاث حافلات إلا أنها غير كافية الأمر الذي جعلها تتعاقد مع عدد من الخواص، إلا أن هذا المشكل لايزال يؤرق التلاميذ بصفة خاصة وأوليائهم عامة، حيث اشتكوا كثيرا من الناقلين الذين يعمدون إلى نقل البنات وترك الذكور مما يحتم عليهم المشي على الأقدام لمسافة تزيد عن أربعة كيلومترات، الأمر الذي يجعلهم يصلون متأخرين إلى المتوسطة. وحسب بعض التلاميذ الذين تحدثت إليهم الجريدة، فإن بعض السواق يلجأون إلى هذا التصرف بحجة أن الذكور يستطيعون المشي عكس البنات رغم الشكاوى العديدة التي تقدموا بها إلى المسؤولين إلا أن دار لقمان بقيت على حالها. البلدية بحاجة إلى مضاعفة حصة السكن الريفي رغم أن البلدية ذات طابع شبه ريفي إلا أنها تبقى بحاجة إلى مضاعفة حصتها من السكن الريفي، وهو العامل لذي يساعد على الاستقرار بالأرياف وعدم التفكير في النزوح ناحية مقر البلدية مركز، خاصة وأن أغلب السكان يملكون أراضي فلاحية يفضلون خدمتها على الاستقرار بالمدينة، وبغية تشجيع هؤلاء على الاستقرار يطالب السكان بمضاعفة حصة السكن الريفي بالبلدية من أجل السكن في سكنات تتوفر على ضروريات الحياة الكريمة. أغلب مشاتي البلدية تعيش الظلام الدامس تفتقر معظم المشاتي التابعة لبلدية الڤلتة إلى الإنارة العمومية فغالبيتها تعيش في ظلام دامس على غرار أولاد عمران، كعوان، بومالك، أولاد لهوى وغيرها من المشاتي الأخرى، وهو العامل الذي جعل السكان يتخوفون من حدوث الاعتداءات وعمليات السرقة بالليل في حق ممتلكاتهم، ما دفعهم إلى تنظيم عمليات حراسة ليلا بالتناوب خوفا من اعتداء اللصوص على مواشيهم، خاصة وأن معظمهم يشتغل بالفلاحة وتربية المواشي. لذلك يطالب سكان هذه المشاتي من السلطات المحلية ضرورة الإسراع في إيصال الإنارة العمومية إلى مناطقهم تفاديا لحدوث عمليات سرقة في جنح الليل.