ما تزال بلدية "القلتة الزرقاء" بسطيف تعرف عديد النقائص والمشاكل، على الرغم من استفادتها في إطار الخماسي المنصرم من غلاف مالي وصل إلى 72 مليار سنتيم، والتي وجهت لإنجاز 45 عملية، تخص إنجاز العديد من المرافق التربوية، دور الشباب، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للعديد من طرقات البلدية وكذا تزويد عدد من التجمعات بالمياه الصالحة للشرب، إلى جانب مشاريع أخرى تخص إنجاز ملاعب جوارية لفائدة الشريحة الشبانية لتجنيبها ولوج عالم الانحراف من أبوابه الواسعة. ورغم استفادتها من غلاف مالي إضافي قدر ب16 مليارا، خصصت لمد شبكة الغاز الطبيعي لمختلف التجمعات السكانية، ومن جملة المشاكل التي حالت دون يُسر معيشتهم، افتقار قرى "لعلالطة"، "الرحامنة" و"بومالك" للمياه الصالحة للشرب، وتتطلب عملية تزويدهم بهذه المادة الحيوية غلافا ماليا يقدر ب600000000 دج، لاسيما أن دراسة المشروع منتهية، وهي تخص أساسا إنجاز الشطر الأول الذي يتمثل في تجهيز البئر، وهو نفس الانشغال الذي يطرحه سكان قرى "لكتافة" و"أولاد لهوى"، غير أن دراسة المشروع بهما لم تكتمل بعد، ويمتد هذا المشكل ليشمل أيضا مشتة "عين تمقسين"، وقد طلبت المصالح البلدية بإنجاز نقب ب"دراع" لتدعيم مشتة "كعوان" بالماء الشروب. وفي سياق موازي، تعرف طرقات بلدية "القلتة الزرقاء" اهتراءً واضحا، ومن شأن ذلك أن يلحق أضرارا كبيرة بمختلف المركبات المتجهة إليها، فالطريق البلدي "رقم 320 أ" و"رقم 320 ب" اللذين يربطان البلدية بالطريق الوطني "رقم 77" بحاجة إلى إعادة اعتبار، وفي شقه المتعلق بالجانب الصحي، ما تزال العيادة المتعددة الخدمات بمركز البلدية بحاجة إلى توسعة لاستيعاب القدر الكافي من المرضى الذين يفدون إليها من مختلف المشاتي والقرى التابعة، كما تبقى كل من "الرحامنة"، "كعوان" و"بوجنادة" بحاجة ماسة إلى قاعات علاج توفر عليهم التنقل مسافات بعيدة من أجل حقنة، والأكيد حسب رئيس البلدية "إسماعيل حمامنة"، فإن ما يعزز الصحة الريفية هو توفر سيارة إسعاف توضع تحت تصرف المرضى عند الضرورة. وبحكم استفحال القمامات المنزلية المترامية هنا هناك، تبقى البلدية تفتقر إلى مفرغة عمومية تعمل على تخليصها تدريجيا من هذا المشكل العويص، والذي أساء للبيئة كما أنه قضى على جمالية هذه المنطقة التي تعتبر سياحية بامتياز ذلك أن منطقة "عين الحنش" تعد مهد ظهور أول إنسان قبل مليون و300 عام من الآن، ومن جملة النقائص الأخرى المسجلة، افتقار قرى ومشاتي البلدية لغاز المدينة، غير أن ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن الدراسة الميدانية قد تم الفراغ منها على مستوى تلك التجمعات من قبل مديرية الطاقة والمناجم في انتظار تحقيق الاستفادة قبل موفى العام الجاري. من جهته أشار رئيس البلدية المذكورة إلى أن "القلتة الزرقاء" تتوفر على منطقة للنشاطات الحرفية، وهي تضم 25 وحدة وتشغل أكثر من 100 عامل، غير أنه ونظرا للطلب المتزايد للمستثمرين الذين يمثلون في معظمهم تجارا تابعين لذات البلدية، والذين لم يجدوا فرصا للاستثمار، فقد تم اقتراح إنجاز توسعة للمنطقة الحرفية المعنية، وسيكون يسيرا تنفيذ ذلك في ظل توفر جميع أدوات التهيئة والتعمير، بما فيها مراجعة المخطط الرئيسي لهذين الأخيرين. البلدية تستفيد من 30 برنامجا تنمويا كشفت مديرية التخطيط من جانبها أن البلدية استفادت من 30 عملية في إطار البرنامج التنموي الجاري الإنجاز، مؤكدا حظوظها في الاستفادة من التحويلات الكبرى، حيث صرح بأن برنامج الولاية الجاري يضم 1436عملية، بغلاف مالي يصل إلى 18 ألف مليار سنتيم، وإضافة إلى هذا البرنامج الممركز توجد برامج أخرى ستمس قطاعات غير ممركزة ومنها السكن ، الفلاحة، الغاز الطبيعي، وفي السنة الحالية وحدها سيتم إنجاز 474 عملية، هذا كما استفادت البلدية في قطاع التربية من مشاريع إنجاز مجمع مدرسي وملعب جواري، بالإضافة إلى متوسطة جديدة والتي من شأنها أن تعمل على تخفيف الضغط على متوسطة "عمار شودار" ذات البناء الجاهز. أما عن مشكل العطش الذي تعرفه القرى والمشاتي السالفة الذكر، فقد أوضحت مديرية الرّي بأنه سيتم التكفل بتلك الانشغالات بحسب الموارد المالية المتوفرة، فرغم تحصلها على غلاف مالي معتبر إلا أن يبقى غير كافي لإجراء التوزيع العادل للمشاريع بحسب الإمكانيات والظروف وطبيعة العجز المسجل على مستوى مختلف البلديات بما فيها "القلتة الزرقاء"، أما عن مشكل القمامات فقد أفادت مديرية البيئة بأنه قد تم اقتراح تحويل إعادة هيكلة العملية من مشروع مفرغة عمومية إلى مركز للردم التقني، وحسب النتائج الملخصة فإن المشروع سيكلف الخزينة العامة 33 مليارا، غير أن الغلاف المتوفر لا يتجاوز سقف ال5 ملايير سنتيم فقط، وقد تم التوجه إلى مديرية المالية لطلب تزويدهم بالغلاف المالي اللازم للمشروع، لاسيما أن فائدته ستعود على كل من بلديات "العلمة"، "بازر سخرة" و"القلتة الزرقاء"، كما كشفت أيضا عن مخطط توجيهي لتسيير النفايات بذات البلدية شأنها شأن بقية بلديات الولاية.