أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية، أول أمس الخميس، بإيداع سبعة مشتبه فيهم الحبس المؤقت، فيما وضع عشرة آخرون تحت الرقابة القضائية، ممن تم توقيفهم خلال مسيرة البطالين بغرداية الثلاثاء الماضي. وقد توبع هؤلاء الشباب المهيكلون في اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين غير المعتمدة، إلى جانب عدد من الناشطين الحقوقيين، بجنح تخريب أملاك الغير، إهانة هيئة نظامية، تمزيق وتدنيس العلم الوطني، والإضرار بممتلكات منقولة للغير، وجنحة التجمهر والاعتراض بالاعتداء على تنفيذ أعمال أمرت ورخصت لها السلطة العمومية، وهذا على خلفية محاولتهم في مسيرة منع تنظيم مهرجان الزربية المقام في غرداية يوم 26 من الشهر الجاري. وهي المسيرة التي تحولت إلى مشادات وصدامات بين المحتجين وأعوان الشرطة، وأسفرت عن جرح العشرات وتوقيف حوالي 30 شخصا أطلق سراح بعضهم مباشرة بعد انتهاء التحقيق معهم، والبقية أطلق سراحهم صبيحة أمس الجمعة، في حين لا يزال 7 منهم في انتظار الإفراج عنهم. ومن بين الموقوفين على ذمة التحقيق عضو المكتب الوطني للمرصد الجزائري للدفاع عن حقوق الإنسان سوفغالم قاسم، والحقوقي العضو في الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان فخار كمال الدين الذي أودع رهن الحبس بالتهم السابقة الذكر نفسها، مع إرجاء التحقيق معه إلى يوم 9 أفريل المقبل. ومن جانب آخر قامت عناصر الأمن الوطني ليلة الأربعاء بتوقيف ثلاثة أعضاء في اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين بولاية الوادي، ويتعلق الأمر بكل من الجمركي السابق رشيد عوين بصفته مكلفا بالإعلام على مستوى اللجنة، وعضوي خلية التنظيم يوسف سلطان وحنيش كنانة، بعد ضبطهم يوزعون مناشير وسط أبناء الولاية تدعوهم للمشاركة بقوة في مسيرة “مليونية بناء دولة القانون" التي تنظم اليوم في ساحة الشهيد حمه لخضر بالوادي. للتذكير فإن وقفة غرداية تعتبر أولى محطات الصدام المباشر والعنيف بين السلطات العمومية واللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين التي يرأسها الطاهر بلعباس، والتي تنشط دون اعتراف وتعمل على تعبئة الشباب وحشدهم في مسيرات تطلق عليها “المليونيات" للمطالبة بالحقوق على رأسها الحق في العمل. وقد نظمت اللجنة إلى غاية اليوم عدة وقفات احتجاجية على مستوى الوطن أهمها تلك المنظمة في ورڤلة يوم 14 مارس. وكانعكاس مباشر لما وقع في غرداية من اعتقال للبطالين والمناضلين الحقوقيين بدأت بعض الأطراف تسرب معلومات تفيد بتأجيل مسيرة اليوم. وبدوره اعتبر المتحدث الإعلامي باسم لجنة الدفاع عن حقوق البطالين رشيد عوين في اتصال ب«البلاد"، ما يروج له حول تأجيل مليونية الوادي مجرد إشاعات وأكاذيب من طرف أشخاص “سذج" انتحلوا صفة أعضاء المكتب الوطني للجنة، لمحاولة تثبيط همة الشباب الواعي بحقوقه الشرعية وثني عزائمه، وهو ما لن يحصل حسب المتحدث، حيث إن وفود المتضامنين والمساندين القادمين من جهات الوطن الأربع بدأت في الوصول إلى الوادي، مؤكدا أن اللجنة متمسكة بموعدها للخروج اليوم والوقوف بساحة مقام الشهيد حمه لخضر بوسط مدينة الوادي في وقفة سلمية حضارية، تعبر عن مدى تشبث الشباب بمكسب الوحدة الوطنية والمطالبة بحقوقه المشروعة.