- "أنصار الشريعة" دعت منتسبيها للتجمع في العاصمة.. واعتقال ناطقها الرسمي - سكان القيروان: لن تتحول مدينة عقبة بن نافع إلى وكر للتطرف والإرهاب نشبت اشتباكات بين الشرطة التونسية ومؤيدي جماعة "أنصار الشريعة" أمس في العاصمة التونسية. وجاء ذلك بعد أن طلبت الجماعة فجأة من أنصارها التجمّع في حي التضامن بالعاصمة تونس، بدلا من الاجتماع الذي كان مقررا في القيروان. وقال شاهد إن الشرطة أطلقت النار في الهواء وقنابل الغاز لتفريق مئات المحتجين من المتشددين في حي التضامن بالعاصمة، مضيفا أن "السلفيين" رشقوا الشرطة بالحجارة، وأنها ردت بإلقاء قنابل الغاز وإطلاق النار في الهواء. وواصلت الشرطة ملاحقة "السلفيين" الذين كانوا يكبرون ويرددون "يسقط حكم الطاغوت". وفي الأثناء، حلقت طائرة عسكرية في المنطقة. وفي الأثناء، قامت السلطات الأمنية باعتقال سيف الدين الرايس، الناطق الرسمي باسم أنصار الشريعة، في منزل أحد أصدقائه بمدينة حفوز التابعة لمحافظة القيروان، كما تجري عمليات اعتقالات مشابهة في مناطق مختلفة من البلاد. واستؤنفت الحياة في مدينة القيروان التاريخية أمس، وسط حضور أمني كبير حوّل المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث الحركة العادية في الأسواق والشوارع، بل إن المواطنين غير عابئين بكل ما أذيع في وسائل الإعلام، مثلما أكد الكثير منهم، بل إنهم بدوا غير مكترثين لعزم أنصار الشريعة عقد مؤتمرها في مدينتهم. كما لاحظت تقارير من داخل المدينة تحركات عادية لأنصار تيار الشريعة الذين أصيبوا بالإحباط، مثلما كان بادياً على عيون البعض منهم في شوارع المدينة. وقال أحد سكان المدينة "لقد انكسرت شوكة الجهاديين على أسوار عاصمة الإسلام في المغرب الإسلامي"، مضيفا "لا يمكن لمدينة عقبة بن نافع الذي قدم إليها فاتحاً ومبشراً بقيم الإسلام وحضارته أن تتحول إلى بؤرة للتطرف والإرهاب". من ناحية أخرى، جاء في بيان منسوب إلى أبويحيى الشنقيطي، عضو الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب، أن تنظيم أنصار الشريعة فشل في تنظيم مؤتمره الثالث بالقيروان. وتابع الشنقيطي في بيانه "إن أمتكم تعيش مرحلة صعبة، تجمع في طياتها بشائر وأحزاناً، والله المستعان". واعتبر البيان أن "تونس تمر بمنعطف خطير، ومكر كبير، سواء من أعدائنا الصليبيين من الأمريكان أو من عملائهم الخائنين، ومع هذا وذاك كان لزاماً على المسلم أن ينصح لدينه وأمته". وكانت أنصار الشريعة أعلنت في وقت سابق أنها تتمسك بعقد المؤتمر، محمّلة السلطات تبعات قرار المنع، الذي جاء عقب دعوات سياسية رسمية ومعارضة بحظر نشاط كل تيار يدعو إلى العنف ويرفض الامتثال إلى القانون. ويُذكر أن أنصار الشريعة تأسست بعد الثورة التي أطاحت في 14 جانفي 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.