صدر في فرنسا كتاب في شكل مجموعة وثائق وشهادات حول التعذيب خلال ثورة التحرير، وذلك بعد 53 سنة من صدوره في سويسرا ومنعه في فرنسا من قبل السلطات الاستعمارية. ويتضمن الكتاب الصادر عن دار نشر "لي بتي ماتان" وبمبادرة من "فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني" ووقعه حفيظ كيرمان -الذي كان يتولى المنصب غير الرسمي كسفير للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بمدينة "بون" الألمانية، شهادات أشخاص أو محاميهم عن أعمال التعذيب والقتل العشوائي وحرق القرى خلال السنوات السبع من ثورة التحرير. ومن بين أهم الشهادات التي جاءت في هذا العمل هناك جميلة بوحيرد والصحفي المناهض للاستعمار "هنري علاق" و"أونري رولان"، وهو محامي النقابي عيسات إيدير، إلى جانب تصريح "لجنة موريس أودان" التي تفند الأطروحة الرسمية المتمثلة في فرار هذا المناضل الفرنسي الذي تبنى القضية الوطنية والتي تم التأكيد فيها أنه بعد تعرضه للتعذيب تم "دفن رفاة موريس أودان في ثكنة فور لومبرور" بأعالي الجزائر العاصمة. ويشير كتاب "التهدئة" إلى الفظائع الفرنسية في الجزائر منها محارق "الظهرة" و"قمائن الجير" لسنة 1945، وغرف التعذيب والمحتشدات يندد بسياسة الإدماج الاستعماري للسكان المسلمين باستعمال وسائل دنيئة من بينها التعذيب. من ناحية أخرى، ترى دار نشر "لي بتي ماتان" أن إعادة إصدار كتاب "التهدئة" بالتعاون مع "مجموعة الخروج من الاستعمار" لا يتعلق فقط بكونه شهادة تاريخية هامة، وإنما لكونه يشهد على الدور الرئيس الذي أداه النشر خلال ثورة التحرير. أما "باتريك فاربياز" من "مجموعة الخروج من الاستعمار"، فاعتبر أن إعادة نشر الكتاب يهدف إلى تكريم مناضل جبهة التحرير الوطني حفيظ كيرامان الذي توفي في 13 نوفمبر 2012 . كما يهدف إلى التذكير بأنه بعد 60 سنة من انتهاء ثورة التحرير لا زال دور الدولة والجيش الفرنسي في الانتهاكات والتعذيب في المقام الأول "مسكوت عنه" .