مع بوادر فصل صيف حار بباتنة، تعود مشكلة المياه الصالحة للشرب إلى الواجهة بدائرة بريكة تحديدا لكونها وعلى غرار البلديات الجنوبية تشهد ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة خلال الصيف، الأمر الذي يتزامن مع ندرة خانقة في مياه الشرب التي لا تزور الحنفيات مطلقا في كثير من أحياء المدينة الثانية بعد عاصمة الولاية من حيث الكثافة السكانية. وما زاد الطين بلة حسبهم هو تلوث المياه التي تأتي عن طريق الحنفية في أحياء معينة مثل حي طريق سطيف، حيث يميل لونها إلى البني لاختلاطها بأتربة وملوثات ناتحجة عن اهتراء الشبكة وكون هذه المياه الآتية من سد كدية لمدور بتيمڤاد غير صالحة للشرب أصلا، حيث يمتنع المواطنون عن شربها ويلجأون على اقتناء قارورات المياه المعدنية، مما يعني مزيدا من المصاريف خصوصا خلال فصل الصيف. ولا يقتصر هذا الوضع على مدينة بريكة فحسب، بل إن جميع المناطق التي تزود من سد كدية لمدور يعزف سكانها عن شرب مياه الحنفيات ويستعملونها فقط للغسيل. ومع التراجع الكبير لمنسوب سد كدية لمدور من جهة وانخفاض مردود المياه الجوفية من جهة أخرى، أكد مدير الموارد المائية بباتنة أن العديد من البلدات والمناطق التي تعتمد على المياه الجوفية، حيث تم تخصيص برنامج لمواجهة ندرة هذه المادة الضرورية من خلال توفير 160 صهريجا عبر البلديات لتوصيل الماء في حالة انقطاعه، على أن يتم تجديد 43 مضخة وتأهيل خزانات مع وضع حيز الاحتياط 60 مضخة ومواد مطهرة لحماية صحة المواطن، وهي الإجراءات التي تدخل ضمن اتفاقية أبرمتها مصالح مديرية الري في شهر أكتوبر من السنة الماضية، مع مصالح أخرى في إطار تحسين الخدمة العمومية المتعلقة بتوفير الماء. وقد أظهرت آخر المعطيات المرتبطة بقطاع الري ومياه الشرب بباتنة، تراجعا خطيرا لمنسوب المياه في الولاية، ويتعلق الأمر بالسطحية أو بالجوفية، وهو ما يعرض سكان المدينة الذين يقارب عددهم 1.2 مليون إلى صعوبات التزود بهذه المادة الحيوية، ويهدد بعض المحاصيل الزراعية التي تعتمد على الري بمختلف أنواعه. كما أوضح العرض الذي قدمه مدير الري بالولاية أن منسوب سد كدية لمدر الذي يموّن نحو ثلث سكان الولاية، بدءا بعاصمة الولاية مرورا بتازولت، أريس وعين التوتة وصولا إلى بريكة في أقصي الجنوب، قد تراجع إلى ثلث طاقته التي تبلغ 74 مليون متر مكعب، مسجلا 24 مليون متر مكعب فقط بعد أن كان في حدود 49 مليون متر مكعب في الفترة نفسها من السنة الماضية.