يجهل الجمهور الجزائري الكثير عن منتخب سلوفينيا الذي سيواجه الخضر في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة ضمن كاس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، فمباشرة بعد إجراء القرعة أول أمس بميدنة كيب تاون الجنوب افريقية، طرح الجزائريون الكثير من الأسئلة عن منتخب سلوفينيا، ولا أحد منهم استطاع أن يصل إلى جواب مقنع لكون معلوماتهم ضعيفة جدا عن هذا البلد ومنتخبه وطريقة لعبه على وجه الخصوص، فرغم التفاؤل الذي أبداه بعض الأنصار الجزائريين بإمكانية الإطاحة بمنتخب سلوفينيا يوم 13 جوان القادم، غير أن الأغلبية الساحقة طالبت بالحذر واعتبرت هذا المنتخب لغزا محيرا قد يخلط حسابات المجموعة الثالثة بأكملها وليس المنتخب الجزائري فحسب. ربما يتوراى لاعبون مثل روبرت كورين وسمير هاندانوفيتش وبويان يوكيتش وماركو سولر وميسو بريكو، نجوم المنتخب السلوفيني لكرة القدم، خلف شهرة وتألق نجوم آخرين مثل الروسي آندري أشرافين والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش. وقد يمثل منتخب سلوفينيا، ذلك البلد الصغير الذي يقع بين إيطاليا والمجر وكرواتيا والنمسا، والذي لا يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة، ولكنه سيشارك بجدارة بين أكبر وأفضل منتخبات العالم في كأس العالم المقبلة. وقال ماتياز كيك، المدير الفني للمنتخب السلوفيني، قبل مباراته أمام مضيفه الروسي بالعاصمة موسكو في الملحق الأوروبي الفاصل ''مساحة بلدنا تقل تقريبا عن مساحة موسكو''. ولكن آراء كيك تغيرت بعد مباراة الإياب بين الفريقين في ماريبور يوم 18 نوفمبر الماضي والتي أطاح فيها فريقه بالمنتخب الروسي ومديره الفني الكبير الهولندي جوس هيدينك، وتأهل على حسابه للنهائيات. وقال كيك ''كان واضحا أن قلوبنا كانت أكبر من روسيا بأكملها.. العزيمة الرائعة وروح الفريق لدى لاعبينا كانت وراء تفوقنا في هذه المواجهة''. ورغم أن المنتخب السلوفيني ما زال بعيدا عن أضواء الشهرة، كان الفريق ندا عنيدا لمنافسيه على مدار تاريخ سلوفينيا، الذي يبلغ 19 عاما، بما في ذلك منافسيه من الفرق الكبيرة في عالم كرة القدم. كما نجح المنتخب السلوفيني من قبل في الوصول إلى البطولات الكبيرة، حيث سبق له أن أطاح بالمنتخب الأوكراني من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية عام ,2000 ووصل إلى نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، على حساب المنتخب الروماني. وعلى الرغم من كون المشاركة في كأس العالم 2002 هي أبرز ما حققه هذا الجيل الذي وصل للنهائيات آنذاك، تحولت البطولة إلى كارثة للفريق حيث أسفرت عن استبعاد زلاتكو زاهوفيتش، أبرز نجوم الفريق من القائمة خلال البطولة، كما قدم الفريق عروضا هزيلة للغاية في النهائيات ليقتل بذلك مشاعر كرة القدم في بلاده. واستمر تراجع مستوى الفريق بعدما فشل المدرب برلانكو أوبلاك، أبرز لاعبي سلوفينيا على مدار التاريخ، في تشكيل فريق جديد قوي وهو ما بدأ كيك، اللاعب والمدرب السابق في نادي ماريبور، أكبر الأندية السلوفينية، في العمل من أجله منذ توليه مسؤولية الفريق في بداية عام 2007 ونجح كيك بالعمل والصبر في بناء فريق متماسك ومنظم بقيادة حارس المرمى هاندانوفيتش، نجم أودينيزي الإيطالي، ولاعب خط الوسط كورين (ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي) والمهاجم نوفاكوفيتش. واكتسب المنتخب السلوفيني الخبرة تدريجيا مع كل مباراة خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 وحافظ على روحه المعنوية العالية، رغم الكبوة الطارئة التي تعرض لها في منتصف التصفيات والتي حرمته من احتلال قمة مجموعته في التصفيات، وأجبرته على خوض الملحق الأوروبي الفاصل أمام المنتخب الروسي. وتحولت المواجهة مع المنتخب الروسي إلى ''معركة للقلوب''، كما وصفها كيك الذي نجح في قيادة فريقه للفوز وأصبح هذا الفوز حافزا للفريق على تغيير نظرته لمنافسيه وعدم الرهبة من الأسماء الكبيرة.