تغزو أسواق الجهة الشرقية من الوطن في الأيام الأخيرة كميات معتبرة من مادة الشمة المقلدة التي تنتجها ورشات سرية بالجهة الجنوبية للولاية خاصة ببلدياتئ الجهة الغربية على غرار بلدية قصر الأبطال، الرصفة وعين ولمان. قدرتها بأزيد من250 قنطار خلال السنة الجارية كانت موجهة للتسويق بالعاصمة وولايات الشرق الجزائري. كما تم توقيف العشرات من الشباب، وذلك إثر المداهمات المستمرة للعديد من الورشات السرية بناء على معلومات دقيقة. كما تم ضبط كميات أخرى بالحواجز الأمنية خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم ,28 كان آخرها حجز أزيد من 17 قنطارا كانت مخبأة بشاحنة من ''نوع بيجو جي .''5 وجاءت هذه العملية بعد تلقي المصالح ذاتها معلومات تفيد بوجود حركة مشبوهة لنقل مادة الشمة المقلدة في جنح الظلام، وبعد عملية الترصد والمتابعة؛ تم نصب حاجز على مستوى الطريق الولائي رقم 10 الرابط بين بلديتي عين ولمان وأولاد تبان، حيث تم حجز الكمية المذكورة وتوقيف شخصين كانا على متن الشاحنة وقد تم إحالتهما على قاضي التحقيق بمحكمة عين ولمان وتضاف هذه الكمية المحجوزة الى الكميات الأخرى التي تم ضبطها من قبل. وحسب المعلومات التي استقتها ''البلاد'' من المنطقة فإن هذه المادة السامة تتم صناعتها بورشات سرية وذلك باستعمال مواد كيميائية خطيرة تتسبب في أمراض السرطان. وحسب معلومات من مقربة من أهل المنطقة فإن الشباب الذين يصنعون الشمة المقلدة يقومون بإنشاء ورشات بوسائل بسيطة يتم من خلالها تحويل أوراق التبغ التي تزرع بالحقول المجاورة التي من المفروض أن يتم تسويقها إلى الشركة الوطنية للتبغ والكبريت، حيث تستعمل هذه الأخيرة كطحينة ممزوجة ببعض المواد الخطيرة على صحة الإنسان كالرماد وبعض أنواع الرمل وفي بعض الأحيان يتم مزج الطحينة بزيوت السيارات حتى تظهر بلون الشمة الأصلية، فيما يتم استيراد الأكياس الورقية التي تعبأ بداخلها مادة الشمة المقلدة من تونس ولا يقتصر تسويق هذه المادة بأسواق ولاية سطيف فحسب بل تسوق إلى الولايات المجاورة على غرار، المسيلة، باتنة، بسكرة، ميلة وحتى العاصمة، والغريب في الأمر أن أكياس هذه الشمة المقلدة تتطابق تماما ولأكياس الحقيقية التي تبيعها الشركة الوطنية للتبغ والكبريت، حيث لا يمكن للمستهلك معرفة إن كانت مادة الشمة التي يشتريها حقيقية أم مقلدة.