أفادت مصادر طبية في حديث ل''البلاد'' أمس، أن حملة التلقيح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير التي ''أطلق سراحها'' مؤخرا من طرف وزارة بركات في الوقت بدل الضائع، لن تلقى استجابة من طرف الشارع الجزائري، خصوصا بعد إماطة اللثام عن ''سيناريو'' الوثيقة الإدارية المسربة التي طالب فيها مسؤولو الهيئة الوصية رؤساءهم بضرورة سحب كميات من لقاح ''أربانريكس''. وأثارت القنبلة الإعلامية الثقيلة المزيد من الجدل حول أكثر الملفات الصحية ''حساسية''، حيث عادت التحذيرات من مخاطر المصل المضاد ل''إتش1 إن''1 لتتصدر واجهة الأحداث الراهنة بعد التصريحات التي أفاد بها رئيس لجنة الصحة في البرلمان الأوروبي، ولغانغ وودراغ، حول وجود لقاحات مستخلصة من خلايا سرطانية يجهل تأثيرها الفعلي على البشر. واتهم وودارغ، وهو طبيب ألماني متخصص في أمراض الرئة، ما وصفه ب''لوبي شركات الصيدلة وتصنيع الأدوية'' بخلق حالة من الذعر حيال المرض الذي يسببه فيروس ''إتش1 إن,''1 وقد تجاوبت منظمة الصحة العالمية مع هذا التهويل عبر رفع حالة التأهب إلى مستويات لا تتناسب مع حقيقة انتشار المرض. وذكر المتحدث في مقابلة مع صحيفة ''لومنيتي'' الفرنسية، أن هذا الفيروس ليس جديداً، بدليل أن الناس الذين تجاوزا العقد السادس من عمرهم قد طوروا مناعة طبيعية ضده، ما يدل على أنهم كانوا بالفعل على اتصال مع فيروسات مشابهة. واعتبرت مصادرنا، أن عزوف العديد من مهنيي السلك الطبي عن تلقي حقن اللقاح دليل قاطع على صحة المخاوف المتداولة، بالرغم من استرسال المسؤولين في التعبير عن مدى سلامته وفعاليته، مشيرين إلى أن الوزارة المسؤولة مطالبة بتقديم تفسير واضح عن التشرذم الواقع بين تضارب الأقوال وحقيقة المصل المضاد . وعلقت مصادر صيدلانية على الأمر بالقول ''إن نتائج اختبارات المعاينة التي تمت على اللقاح المضاد والمقدمة من طرف المخابر الوطنية الثلاثة غير كافية للتعليل على سلامة المصل، فالمعروف بالوسط الطبي أن مثل هذه العمليات يتطلب وقتا طويلا يبدأ بالتجريب على عينة من الحيوانات المخبرية، ثم على عينة صغيرة من الأشخاص المصابين ليعمم في نهاية الأمر''، مضيفة ''هل الوزارة اختصرت المرحلة الثانية بعد موت فئران التجارب على عينة صغيرة هي مهنيي الصحة الذين ظهرت أعراض جانبية على العديد منهم؟''. وكشفت مصادر ''البلاد''، على صعيد مغاير، أن دواء ''التاميفلو'' الذي وزع مجانا على الصيدليات لا يزال مكدسا على الرفوف بسبب عدم استقطابه لاهتمام المواطنين، مرجحة أن التداعيات التي صاحبت ''ملف أنفلونزا الخنازير'' قد خلقت قطيعة بين المواطن واقتناء الدواء المضاد، خصوصا بعد تأخر وصول المصل المضاد لأزيد من ثلاثة أشهر. وأكد محدثونا أن عقار ''تاميفلو'' المصنع من طرف شركة الأدوية السويسرية ''روش''، التي حققت انتعاشا من حجم مبيعات الدواء المضاد ل''فيروس القرن'' قد صنع سنة ,2006 وهو ما يثير العديد من التساؤلات التي ستبقى مبهمة إلى حين تقديم توضيح على ذلك، مضيفين ''إن التعليمة الوزارية الخاصة بتقديم وصفة طبية لاقتناء الدواء غير منطقية لأن الطبيب الذي يشك في إصابة مريضه بداء أنفلونزا الخنازير سيقوم بإرساله مباشرة إلى مصلحة استشفائية وهي التي تقوم بدور المعاينة''.