كشفت مصادر موثوقة ل ''البلاد''، أن المسافرين المتوجهين إلى المملكة العربية السعودية لأداء عمرة المولد النبوي الشريف، قد رفضوا أخذ الحقن المضادة للفيروس المعروف مخبريا ب'' اتش1 أن ,''1 نظرا للجدل الحاد الذي دار بشأن سلامته، وجاء هذا العزوف في الوقت الذي تصنف فيه المملكة، عملية التلقيح ضد ''داء القرن'' ضمن خانة الشروط الإجبارية. وأفادت مصادرنا أن ''الإشكال المطروح حاليا لا يكمن في عدد الجرعات المتوفرة من اللقاح المضاد وإنما يرجع أساسا إلى سوء تسيير وإدارة الملف من طرف الأقطاب المسؤولة''، مضيفة ''لقد تخلت الوزارة الوصية عن مهمة إعلام المواطن، الذي يعد الركيزة الأم في عملية التلقيح، بجميع المعطيات الضرورية حول المصل الجديد وهو ما خلق لديه شكوكا واستفسارات مبهمة، مما أفرز أزمة ثقة بينه وبين الهيئة المسؤولة''. وتشير البيانات التي صاحبت أحد أثقل الملفات على مصالح السعيد بركات، أن عزوف هؤلاء المعتمرين عن أخذ اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير أمر منتظر الوقوع، بدليل أن مهنيي السلك الطبي قد عبروا عن رفضهم القاطع في وقت سابق لهذه ''التركيبة المخبرية''، وذلك خلال أول يوم من انطلاق عملية التلقيح، وهي الخرجة التي أسالت الكثير من الحبر بين الأوساط الشعبية وحالت دون تقدمهم لدى مراكز التلقيح الموزعة عبر التراب الوطني، لتجني وزارة الصحة اليوم، ثمار فشلها في كسب ثقة الشارع الجزائري بسبب عدم إشراكها لأهل المجال من جهة، وانصياعها لشعارات التهويل التي روّجتها مخابر صنع الأدوية عبر منظمة الصحة العالمية. وفي حديث ل''البلاد'' مع بعض المواطنين الذين يعتزمون السفر إلى المملكة في الأيام المقبلة لأداء عمرة المولد النبوي الشريف، تبين أنهم لا يرغبون في أخذ اللقاح المضاد ل ''اتش 1 ان''1 ولن يستجيبوا للنداء تحت أي ضغط كان، مرجعين السبب الكامن وراء هذا العزوف إلى التداعيات التي رافقت ملف ''أنفلونزا الخنازير''، وتحديدا تلك المتعلقة بجلب اللقاح المضاد من عدمه، والتشكيك في سلامته بدليل الوفاة الغامضة لرئيسة مصلحة مستشفى سطيف، ساعات بعد أخذها لحقنة مضادة للفيروس القاتل.