تٌسجل تربية الخيول بولاية المسيلة تراجعا ملموسا من سنة لأخرى بسبب تخلي عديد المربين عن هذا النشاط حسب مديرية المصالح الفلاحة، وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا النشاط مافتئ يتقلص بعد أن كان عدد مربي الخيل بالمنطقة في بداية العشرية الحالية يقدر ب,100 موضحا أن مصطلح مربي يطلق عادة على مالكي أزيد من رأسي خيل ما يعني أنه ما لا يقل عن 200 رأس تم بيعها لتنتقل إلى ولايات مجاورة معروفة بهذا النشاط أو تم بيعها لمربين قادرين على مواجهة الظروف غير المشجعة على تربية الخيول. واستنادا إلى مديرية المصالح الفلاحية، فإن عدد رؤوس الخيل كان في مطلع العشرية الجارية يقدر بنحو 500 رأس ليتقلص الآن إلى ما يقل عن ,300 مشيرة إلى أن هذه الأرقام تقريبية وغير دقيقة لعدم تصريح بعض المربين بعدد الرؤوس التي يملكونها، ومن بين الأسباب التي أدت إلى تقلص نشاط تربية الخيل غياب الدعم ضمن برامج الفلاحة المختلفة التي شملت فيما سبق تربية الجمال دون سواها من نشاطات تربية الماشية، فيما أن تربية الخيول تحتاج إلى الديمومة وغير مقترنة بالربح بقدر ما أنها مقترنة بالمحافظة على الموروث الثقافي غير المادي ممثلا في الفنطازيا، أما الجانب الاجتماعي لهذا النشاط فيتمثل في الحفاظ على عادات وتقاليد المنطقة اللصيقة بمجال تربية الخيول من بينها سباق الخيل العادي الذي كان يجري في القرى والأرياف تلقائيا ويتوج خلاله فارس القرية أو المنطقة ويبقى محافظا على اللقب لمدة تدوم إلى غاية الإطاحة به من طرف فارس آخر. واستنادا إلى مديرية المصالح الفلاحية، فإنه على الرغم من وجود ميدان لسباق الخيل والرهان بمدينة المسيلة إلا أنه يقتصر فقط على بعض رؤوس الخيل المستعملة في السباقات والرهان ما يحتم التفكير في فتح ميدان ثان ببوسعادة بحكم احتوائها على ميدان مهيأ لذلك، وكان المربون يتحصّلون في عديد المرات على إعانات مالية دون أن تكون كافية كون استهلاكها يتم في مدة قصيرة بحكم قلة مبالغ المساعدات التي تمنحها الجماعات المحلية ما يجعل المربين يلجئون إلى اقتناء العلف على حسابهم الخاص إلى أن يتم التخلي عن النشاط، وتفيد معطيات مستقاة من منطقتي ''السوامع'' و''سيدي امحمد'' بالقرب من ''بن سرور'' بولاية المسيلة المعروفتين بتربية الخيول. بأن بعض المربين تخلوا عن هذا النشاط كونه يبقى دون أي عائد مالي نظرا لقلة النشاطات المتعلقة بتربية الخيول خصوصا السباقات المؤطرة من قبل مؤسسة سباق الخيل والرهان، كما يشتكي القائمون على النشاط من نقص المساعدات المالية، ومن أسباب قلة السباقات المؤطرة من قبل المؤسسة المذكورة غياب ميادين مهيأة ورسمية لسباق الخيل ما يمكن من تنظيم سباقات الخيل على غرار ما يحدث بمدينة المسيلة، ويعول مربو الخيل المتبقون في الميدان على حد تعبير مربين في المنطقتين المذكورتين على مؤسسة سباق الخيل والرهان في الحفاظ على تربية الخيل كونها المؤسسة التي تُثمّن هذا النشاط من خلال سباقات الخيل كما يرون بضرورة إقحام المساعدات المالية للمربين في برامج التنمية الجوارية والمحلية التي شملت جميع المجالات حتى الثقافية منها.