إطلاق صفة ''الوطنية'' على وزارة ولد عباس (بن فرناس) المسماة التضامن والجالية الوطنية والأسرة، قد تكون في محلها. وهذا عكس هذه ''الخالوطة'' المجتمعة من دون أن تكون لها رابطة. فالجالية في جهة، والأسرة لم تعد متماسكة، والتاضمن أشبه بالكذبة الكبرى التي كانوا في زمن يخدعوننا بها، حين كانوا يقولون عن المسؤول الأخ الرئيس والأخ الوزير وهو لا يحمل من الأخوة غير الجفاء وبعض البغضاء! الجالية الجزائرية في الخارج، وقوامها نحو 6 ملايين مبعثرين كشعر فرطاس في السين وبعضهم لا يسمعون بالسفارة أو القنصلية (في العمارة) التي تكون عندهم تشكلت على مر التاريخ من موجات بشرية سابقة تم تهجيرها من قبل الاستعمار واستقرت في بلدان الجوار وفي المشرق، ووصلت حتى كاليدونيا الجديدة (والقديمة) في أقصى الأرض، وهذه الموجات الأولى تبعتها موجات أخرى كانت بالأساس ضحية تعسفات الجالية الوطنية في الداخل، التي همشت الكفاءات وأسست لشبه دولة مختصة في توظيف الأميين والسراقين والفاشلين ومهربي الأموال للخارج مطعمين ببعض الكفاءات قصد التغطية على المؤامرة. قبل أن تكملها موجات الحرافة من مغامري البحار إلى جزر سردينيا والبليار! وعندما تثبت ردود أفعال ما صار يعرف بالجيل الثاني والثالث وحتى الرابع في الخارج ولاءه الكامل المدعمة لفريق الكرة الذي يتشكل بنسبة 80 % من أبناء المهاجرين أنفسهم، فإن ذلك يثبت أن أبناءنا في الخارج من متفرجين ولاعبين ليسوا أقل وطنية من أبناء الداخل، إن لم يكونوا أكثر منهم وطنية، بحكم المحيط المكهرب الذي يعيشون فيه، أو على الأقل لعدة عوامل قد يكون لهم نصيبهم فيها. في أيام ودادية الجزائريين في الخارج قال لي مسؤول كبير فيها آنذاك إن تحويل الأموال في سوق الصرف السوداء كانت بدايتها من جزائريي الداخل فهؤلاء أول من ابتكروها وطرحوها ثم وسعوها وعموما حتى صارت ''نورمال'' وهو ما تثبته اليوم شطحات المنحرفين الكبار من مسؤولين ورجال أعمال حين يضيفون إليها مهنة تحويل المال العام للخارج قبل اللحاق بها بعد ذلك للاستفادة بشيء منها إن أمكن. ومع ذلك، فإن أبناءهم الذين ينحدرون من صلبهم قد يكونون أكثر وطنية منهم خلال السنوات القادمة بعد أن يعرفوا القضية الكاملة لخيانة نخبة ضالة وفاسدة في الجالية الوطنية في الداخل!