وضعية كارثية يشهدها مبنى دار الصحافة الواقع بالحي الإداري لمدينة المسيلة، الذي كان ينظر إليه في وقت سابق على أنه مكسب كبير بالنسبة لممثلي الصحافة المكتوبة بالولاية، والذين كافحوا طويلا من أجل تجسيده على أرض الميدان، ولكي يكون المبنى الوحيد الذي يجمعهم تحت سقف واحد. لكن سرعان ما تحول إلى هيكل بدون روح، حيث إن الزائر هذه الأيام لمبنى دار الصحافة يخيل له أنه يتجول في مبنى مر على إنجازه سنوات طويلة، فالأمطار التي تتساقط في كل مرة باتت تشكل هاجسا كبيرا، وتهدد بسقوط السقف العلوي للمبنى، بعدما بدأ السقف الأرضي المغطى بمادة الجبس يتساقط منذ مدة، بل إن مياه الأمطار حولت مدخل المبنى إلى برك مائية هنا وهناك، وكانت سببا في حدوث شرارات كهربائية بالمدخل الرئيسي مثلما حدث أول أمس. الشيء نفسه بالنسبة للسقف البلاستيكي والنوافذ الزجاجية التي كسر عدد منها بفعل الإهمال، وكذا وضعية المراحيض التي غزتها الحشرات والجرذان ليل نهار، دون الحديث عن الفضلات والأوساخ التي باتت تحاصر مبنى دار الصحافة وفي كل مكان، وهي الأوساخ التي رفضت في وقت سابق مصالح النظافة رفعها لأسباب تبقى مجهولة إلى حد الآن، وهي الوضعية المتدهورة والكارثية التي أحرجت مراسلي الصحف الذين وجدوا أنفسهم في بعض الأحيان في مواقف حرجة ويستقبلون المواطنين في مكان غير لائق تماما، بل إن رئيس جمعية أحد الأحياء الموجودة بالولاية الذي تنقل إلى دار الصحافة من أجل الالتقاء بالصحفيين وتسليمهم شكوى بخصوص وضعية حيه، سرعان ما غادر المبنى متحسرا وكأنه يقول في قرارة نفسه ''كيف لهؤلاء الصحفيين أن ينقلوا انشغالات الحي والمبنى الذي يؤويهم في وضعية كارثية''، خاصة أنه سبق للمراسلين أن توجه عدد منهم إلى مسؤول الهيئة التنفيذية من أجل إعلامه بالوضعية المتدهورة التي يوجد عليها المبنى وإجباره مادام أنه المسؤول الأول بالولاية على التدخل لترميمه، إلا أن هذا الأخير استقبلهم في مكتبه وطمأنهم بقرب إيجاد حل، بعدما كلف مدير الإدارة المحلية بالتنقل إلى دار الصحافة والوقوف على وضعيتها، خاصة بعد أن أكد لهم أن المبنى ملك للوكالة العقارية التي تكفلت في وقت سابق بإنجازه وليس تابعا لمصالحه، وإلحاح ممثلي مهنة المتاعب الذين اقترحوا عليه تسجيل المبنى باسم الولاية بدل من الوكالة العقارية لكي يتم التصرف فيه بشكل قانوني، إلا أنه وإلى حد كتابة هذه الأسطر لا شيء تغير والمبنى مهدد بالسقوط في أي لحظة، (الصور المنشورة التي التقطت أمس دليل على صحة كلامنا). ولهذا فإن ممثلي الصحافة المكتوبة يوجهون صرخة استغاثة لمسؤول الهيئة التنفيذية للتدخل في أقرب وقت ممكن لترميم المبنى الذي يؤوي ممثلي مهنة المتاعب التي تعتبر السلطة الرابعة وعين السلطات المحلية.