علمت ''البلاد'' من مصادر قضائية موثوقة أن العقيد شعيب ولطاش، مرتكب جريمة اغتيال المدير العام للأمن الوطني علي تونسي، اعترف يوم الخميس الفارط بمستشفى مايو حيث يتلقىئالعلاج بأن الجريمة لا علاقة لها بمسؤولين في السلطة، وأنه تم استدعاؤه يوم الوقائع لحضور اجتماع المدراء المركزيين للأمن الوطني قبل أن يدخل في مناوشات كلامية مع الفقيد انتهت بتصويب مسدسه إلى الضحية وإسقاطه أرضا. وجاء في اعترافات العقيد ولطاش أنه لم تكن لديه نية مسبقة لقتل العقيد علي تونسي عكس ما نشرته وسائل الإعلام، وأن دخوله مبنى مديرية الأمن الوطني بباب الوادي كان بناء على استدعائه من طرف العقيد تونسي لحضور اجتماع المدراء المركزيين، لينفي بذلك أنه تم فصله من منصبه كرئيس للوحدة الجوية أو تجميد صلاحياته. وباعتباره من الأشخاص المقربين استقبله الضحية في مكتبه حيث دارت بينهما مناوشات كلامية بسبب صفقة اقتناء أجهزة الإعلام الآلي والاتصالات التي من شأنها تدعيم الوحدة الجوية للأمن، والتي كشفت التحقيقات بشأنها أنها غير مطابقة للمواصفات القانونية المعمول بها، حيث قام العقيد تونسي، حسب المصدر نفسه بتوجيه كلام مستفز للمتهم الذي أكد في محضر استجوابه أنه أحس بإهانة شديدة مست شخصه وكرامته، الأمر الذي لم يتحمله الجاني الذي أخرج في لحظة غضب مسدسه وأطلق رصاصتين على مدير الأمن الوطني، الأولى أصابته في الفم والثانية في العين. ليدخل بعدها في عراك مع الحارسين الشخصيين للضحية فحدث تبادل لإطلاق النار أصيب فيه كلا الطرفين بجروح متفاوتة الخطورة، فيما سجلت إصابة الجاني على مستوى الكبد. وبناء على الاعترافات الأولية، حسب مختصين قانونيين، فإنه سيتم استبعاد جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بعد أن نفى الجاني أن تكون لديه نية مبيتة لارتكاب الجريمة بل وقعت نتيجة استفزازات الفقيد تونسي، ومن المرتقب أن يحال الملف على محكمة الجنايات للفصل فيه بعد استكمال مجريات التحقيق والاستماع للحارسين الشخصيين اللذين سيمثلان دون شك كضحايا.