لم تعد ''طاقية الإخفاء'' خيالا ولا أسطورة، فقد تمكن علماء من معهد كارلسروه الألماني للتكنولوجيا بالاعتماد على تقنية النانو بتطوير ''معطف ثلاثي الأبعاد'' قادر على جعل مرتديه غير مرئي للناظرين. التكنولوجيا الجديدة تمكن مرتدي المعطف من الاختفاء عن الأنظار عبر وسيلة ثلاثية الأبعاد وذلك للمرة الأولى في العالم، بعد أن كان الحديث عن مثل هذه الوسيلة يقتصر على الروايات الخيالية. وقال العالمان، نيكولاس شتينجر وزميله تولجا إيرجين من معهد كارلسروه، إنهما نجحا في ذلك من خلال تغيير مسار الأشعة تحت الحمراء، مؤكدين بذلك التقرير الذي نشرته مجلة ''ساينس'' العلمية الأمريكية مؤخرا بشأن هذا النجاح الذي حققاه. وقال شتينجر: ''نستطيع الآن إخفاء جسم ثلاثي الأبعاد من خلال وضعه تحت سجادة عاكسة وجعل البقعة الضوئية الناتجة عن ذلك غير مرئية''. وقام الباحثان شتينجر وإيرجن، خلال مشروع بحثي استمر عاما تحت إشراف البروفيسور مارتن فيجنر، أستاذ علم الفيزياء، بتطوير هذه الوسيلة باستخدام ألياف ضوئية متعددة النمط تبعد عن بعضها البعض مئات الأمتار ''فوجدنا أن هذا الهيكل يجعل السجادة العاكسة تبدو مسطحة ثانية''. ويعتمد الاكتشاف بشكل أساسي على تقنية النانو، حيث يحتاج العلماء لصنع ''طاقية الإخفاء''، ما يعرف ب''ميتا ماتريال'' أو المواد وراء الطبيعة التي يستطيعون بواسطتها التأثير على انتشار الموجات الضوئية وتحويلها إلى مسارات جديدة، ولا تتوفر هذه المواد في الطبيعة ولكن يمكن صناعتها. ويمكن ''تفصيل'' الصفات المغناطيسية والكهربائية لهذه المواد حسب الطلب.