يعاني سكان مدينة المسيلة ذات الكثافة السكانية الكبيرة والمقدرة بأزيد من 180 ألف نسمة، من عدم استلامهم للرسائل والطرود التي يرسلونها أويستلموها عن طريق البريد، وذلك بسبب النقص الفادح والعدد القليل لسعاة البريد، وعدم تدخل مسؤولي بريد الجزائر ممثلين في وكالة المسيلة من أجل وضع حد للنقص عن طريق توظيف سعاة بريد جدد تسند لهم مهمة إيصال الرسائل والطرود إلى أصحابها. وحسبما علمنا من مصادرنا، فإن مدينة المسيلة لا تتوفر في الوقت الحالي سوى على 11 ساعي بريد أسندت لهم مهمة توزيع الرسائل والطرود عبر العشرات من أحياء المدينة، خاصة الأحياء التي تتواجد بها نسبة كبيرة من السكان، على غرار أحياء 1000 مسكن، إشبيليا القديمة والجديدة والمويلحة، وكذا أحياء الجهة الغربية لعاصمة الولاية والتي يقطن بها أكثر من 45 ألف نسمة وتتوفر سوى على ساعي بريد واحد كلف بمهمة تغطية جميع أحيائها. وهوالرقم الذي يعتبر بعيدا عن نسبة التغطية الوطنية، الأمر الذي حرم الآلاف من سكان تلك الأحياء من استلام رسائلهم وطرودهم البريدية، وفي حالة وصولها فإنها تصل متأخرة، خاصة الرسائل التي تحمل صبغة العاجل على غرار القادمة من المحاكم والمجلس القضائي والجهات الأمنية، أورسائل المعاشات القادمة من الخارج وبالتحديد من فرنسا، والتي يتم على أساسها استلام المعنيين لرواتبهم ومعاشاتهم بالعملة الصعبة. وهي الرسائل التي يضطر ساعي البريد نظرا لقصر الوقت والجهد الكبير الذي يبذله وكذا عدم قدرته على التغطية إلى تركها لدى أصحاب المحلات المتواجدة بالأحياء وتكليفهم لكي ينوبوا عنه في تسليمها إلى أصحابها، الأمر الذي أدى بسكان عاصمة الولاية في وقت سابق إلى توجيه أكثر من صرخة استغاثة إلى مدير بريد الجزائربالمسيلة لإرغام هذا الأخير على التدخل في أقرب وقت ممكن ووضع حد لمشكلة نقص سعاة البريد ونسبة التغطية التي تعتبر بعيدة، بالنظر إلى الولايات المجاورة التي لا تعاني من مشكلة التغطية، إلا أن الجهات المعنية لم تتحرك على الأقل من أجل طمأنتهم أولإنقاذ مال يمكن إنقاذه، وتركت المواطن يعاني، أوإرغامه على الإشتراك سنويا في صناديق البريد الموجودة داخل المراكز أوالقبضات الرئيسية. رغم نقص تلك الصناديق، في الوقت الذي يرجع البعض الأسباب التي تقف عائقا وراء عدم وصول الرسائل والطرود البريدية لأصحابها إلى تأخر مسؤولي بريد الجزائر في إبلاغ مسؤولي المديرية العامة بالنقص الفادح المسجل، بالإضافة إلى كبر وشساعة مدينة المسيلة، لا سيما خلال السنوات الأخيرة وعدم وضوح عدد من شوارعها، بالرغم من قيام البلدية خلال الآونة الأخيرة بوضع لوحات تحمل أسماء الشهداء، إلا أن تلك المبادرة لم تضع حد للمشكلة. ولهذا، فإن مواطني المدينة يأملون في تدخل عاجل للمدير الولائي لبريد الجزائر لوضع حد لمعاناتهم عن طريق توظيف سعاة بريد جدد.