وصفت الصحيفة الصهيونية ''معاريف'' الفريق الوطني الجزائري، بالفريق الأكثر عصبية، وذلك في ملحقها الرياضي هذا الأسبوع ضمن مقال اختارت له عنوان ''منتخب واحد للجميع.. الجزائر تحافظ على وجود المسلمين على قيد الحياة بالمونديال''. و توقعت الصحيفة الصهيونية أن تكون السمة المميزة للمونديال هذا العام هي العنف وأعمال الشغب بين المنتخبات، حيث راحت الصحيفة الناطقة باسم قتلة العزل من الأطفال والعجائز والشيوخ في غزة. توزع شهادات حسن السلوك والروح الرياضية على المنتخبات المشاركة في المونديال لتخص المنتخب الجزائري بعنوان الخشونة في اللعب والعنف الشديد. وتعمدت الصحيفة الصهيونية تجاهل العقوبات التي سلطتها الفيفا على مصر، حيث قلبت الضحية إلى جلاد بتسويقها لأكاذيب لم تعد تنطلي على الرأي العام العالمي وحتى المصري، حين أشارت إلى ما أسمته ''الأحداث المثيرة التي قام بها لاعبو المنتخب الجزائري في المباراة الفاصلة التي أقيمت بينه وبين المنتخب المصري في مدينة أم درمان بالسودان''. وفي لحظة ''تنفيس'' للقليل مما تخفي صدور الصهاينة لدول الممناعة وما تكنه لأنظمة الانبطاح قالت ''معاريف''، ''إن قصة صعود الجزائر لكأس العالم على حساب مصر لا تُنسى، حيث إن لاعبيها اختاروا العنف والشغب للوصول للمونديال .. اللعب ''القبيح'' من جانب اللاعبين الجزائريين كان له أثر كبير على المنتخب المصري، مما أدى إلى هزيمته على يد فريق رابح سعدان، وبالتالي صعدوا إلى جنوب إفريقيا''. وأضاف محرر ''معاريف'' بلهجة تنم عن احتراف ''النميمة'' وبث الشقاق، أنه على الرغم من أن الجزائر لا تمثل نفسها فقط ولكنها تمثل في الواقع العالم العربي كله والعالم الإسلامي، إلا أن مصر هو البلد العربي والمسلم الوحيد الذي يريد أن يرى هزيمة مدوية لمنتخب الجزائر في كأس العالم. واستطرد بالقول، إن مصر تعتبر نفسها ضحية بسبب عدم الوصول لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، لأنها كانت الأقوى والأقرب للفوز لولا همجية الفريق الجزائري. وقالت الصحيفة العبرية، إن الفريق الجزائري باعتباره سيكون الممثل الوحيد للعالم العربي والإسلامي منذ سنة ,70 سيقاتل من أجل أن يثبت نفسه. قبل أن تتساءل بلغة التشكيك، هل ستمثل الجزائر العالم الإسلامي تمثيلا مشرفا أمام باقي العالم؟ وذكرت في هذا السياق، أن المشاركة العربية والإسلامية في المونديال سواء كانت بدولة واحدة أو بعدة دول، لم يكن لها أي نجاح يذكر. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أنه منذ عام 1970 تعودت الدول الإسلامية المشاركة في هذه البطولة بفريقين على الأقل وكانت الذروة خلال مونديال عام 1998 في فرنسا، عندما تأهلت 4 منتخبات إسلامية هي المغرب وتونس وإيران والمملكة العربية السعودية، خرجت جميعها في الدور الأول دون أي إنجازات. ويأتي تعاطي الصحيفة الصهيونية مع الحدث الكروي العالمي أقرب إلى التعبير عن رغبة في مشاهدة العرس يتحول إلى مسرح للعنف، في سياق تشجيع الصهيونية العالمية لاتساع الخلافات بين الشعوب، وما قد ينجر عن ذلك من توتر في العلاقات على المستوى الرسمي، وهو السيناريو الذي كاد يحدث بين الجزائر ومصر لو لا رفض الجانب الجزائري الانخراط في مجرى ردود الأفعال الهستيرية. وقد أنصف التاريخ الموقف الجزائري كما أنصفه عقال مصر وحتى الغربيين من أمثال بسكال بونيفاس الذي نوه بالموقف الجزائري في سياق إبرازه للدور الكبير الذي أضحت تؤديه الرياضة وبالأخص كرة القدم في التقريب بين الشعوب وتذويب الجليد الفاصل بين الحكومات كما حدث بين اليونان وتركيا وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية. ويبدو أن تصريحات المدرب الجزائري رابح سعدان، الذي أكد أن غزة تحتل مكانا مهما في سياق تمثيل الجزائر للعالم العربي والإسلامي خلال المونديال، قد أصابت الصهاينة بالذهول، كما أدهشتهم الهبة الشعبية والقدرة الجزائرية المذهلة على التعبئة خلال ''موقعة أم درمان''.