أصيب الشارع الجزائري، أمس، بخيبة أمل كبيرة في أول خرجة للخضر في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، حيث بخر الهدف السلوفيني الذي تلقته شباك الحارس فوزي شاوشي في الدقيقة 97 من عمر المباراة حلم أنصار الفريق الوطني في اجتياز الدور الأول من المونديال. تحولت الأهازيج المدوية بالشوارع الجزائرية ساعات قبيل انطلاق موعد مباراة الجزائر سلوفينيا إلى صمت رهيب بعد الهزيمة التي تلقاها الخضر في مباراتهم الأولى، حيث عادت الحركة تدريجيا إلى الساحات والأزقة المكتسية بالرايات الوطنية طمعا في الفوز، إلا أن ''رياح'' سعدان جاءت بما لا يشتهيه مناصرو وعشاق محاربي الصحراء الذين لم يحتملوا اشتمام رائحة الخسارة القاسية على المنتخب. تغييرات سعدان سبب الهزيمة.. وبالرغم من أن الهزيمة لا تنقص من قيمة وقوة الخضر الذين أداروا مباراة مقنعة، إلا أن موجة الغضب والاستياء التي هزت ركيزة المشجعين كانت ثقيلة جدا وغير متوقعة، وهوما دفع بهم إلى الإجماع على حقيقة واحدة مفادها أن الناخب سعدان ارتكب خطأ فادحا بإقحام المهاجم عبد القادر غزال بديلا لرفيق جبور، لذلك فالخسارة حسب المناصرين الذي التقتهم ''البلاد'' مباشرة عقب المباراة يتحملها المدرب باعتباره المسؤول الأول عن إدارة الفريق واختيار اللاعبين الذين يجب أن تتوفر فيهم بعض الشروط الأساسية لخوض المباريات الدولية. بطاقة غزال تخيب الآمال.. لم يكتف الأنصار بتحميل الشيخ سعدان مسؤولية الخسارة أمام منتخب سلوفينيا، بل وجهوا أصابع اللوم مباشرة إلى اللاعب رقم 9، عبد القادر غزال، الذي أظهر عصبيته ونرفزته في الدقائق الأولى التي دخل فيها المستطيل الأخضر، حيث تلقى مباشرة البطاقة الصفراء، قائلين ''لم يكتف غزال ببطاقة صفراء فقط، بل حبه للألوان جره إلى البحث عن اللون الأحمر الذي لم يتعب كثيرا في إيجاده''. كما أبدى المناصرون استياء وتذمرا شديدين من اللقطة ''الغريبة'' التي حاول من خلالها المهاجم التسجيل عن طريق اليد بدل الرجل بعد فشله في إثراء رصيد الأهداف لدى الفريق الوطني، حيث أكدوا بصراحة أن هذا الخطأ لا يغتفر، خصوصا وأنه صادر من لاعب يقال إنه محترف''. تسريحات الشعر جلبت ''النحس'' للخضر! من ''الخرجات'' التي لم يتقبلها الشارع الجزائري وأثارت تعليقات كثيرة، تسريحات الشعر الغريبة التي ظهر بها اللاعبون في أول لقاء لهم أمس، حيث نسب المناصرون الهزيمة إلى التسريحة التي جلبت حسبهم سوء الحظ و''النحس'' للفريق الذي من المفترض أنه يمثل عادات وأخلاق شعب بأكمله، على أساس أنها عادات غربية ولا صلة لها بالجزائر، واستغلوا فرصة حديثهم إلى ''البلاد'' لتوجيه رسالة إلى طاقم الخضر قائلين ''على المنتخب الوطني أن يحترم أصوله العربية المسلمة، خصوصا وأنه الممثل الوحيد للعرب والمسلمين وأن يتجنب الترويج لكل ما هو غربي أو الظهور بشكل يبكي أكثر مما يضحك''. ''صبرا جميلا والله المستعان'' ووسط هذه الأجواء الباعثة على الاستياء والغضب جراء الهزيمة التي ألحقت بكتيبة الشيخ سعدان، وجدنا تفاؤلا لدى البعض الذين لم يقطعوا أملهم في المنتخب بالرغم من النتيجة التي انتهت عليها صافرة الحكم الغواتيمالي الذي أدار أول مباراة للأفناك، ولم تهز الخسارة ثقتهم في الخضر والشيخ سعدان قائلين ''لم تنته الدنيا عند هذا الحد، لا تزال أمامنا فرصتان لاستدراك ما فات، صبرا جميلا والله المستعان''. لا ننكر استماتة أبطال الجزائر من أجل المونديال.. أما الشريحة المسنة، المعروفة بالحكمة والعقل، فقد دعت جميع أنصار المنتخب الوطني إلى مؤازرة ومساندة الخضر في السراء والضراء، خصوصا أن تحليق الطائرات الجزائرية نحو جوهناسبورغ كان نتيجة مباشرة لأدائهم المتميز ولا يمكن نكران ما فعلوه لكي يدوي نشيد ''قسما'' بأرض مانديلا وترتفع الراية الوطنية في سماء ''البافانا بافانا'' بعد غياب طويل دام 42 سنة.