القاعدة خططت لجعل شهر أوت موعدا لهجمات دموية أكدت مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي أي" أن السبب الرئيسي الذي دفع بالولاياتالمتحدة إلى إصدار قرار بالإغلاق الفوري لعدد من سفاراتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بينها الجزائر، وتحذير المواطنين الأمريكيين من السفر إلى هذه الدول هو معلومات مؤكدة أن تنظيم القاعدة يحضّر لموجة عنف شديدة ردا على العديد من العمليات التي نفذت ضده والتنظيمات المرتبطة به في العديد من دول العالم. وأكدت المصادر لصحيفة "نيويورك تايمز" أن هذه تعتبر من المرات النادرة التي تتحصل فيها الأجهزة الأمنية الأمريكية على معلومات من خلال رصد لاتصالات تمت بين العديد من الناشطين في تنظيم القاعدة ، ومن خلال التجسس على المنتديات التي يستعملها أعضاء التنظيم والمتعاطفون معه على شبكة الإنترنت التي أشارت إلى أن القاعدة تحضر لموجة عنف كبيرة قد تمتد إلى غاية نهاية شهر أوت الجاري. كما استطاعت الاستخبارات الأمريكية حسب الصحيفة الدخول الى حسابات البريد الإلكتروني والتجسس على مكالمات هاتفية من هواتف نقالة يمتلكها أفراد على ارتباط بتنظيم القاعدة، والتي تم جمعها وتحليلها وعرضها على مسؤولين من وكالة الاستخبارات المركزية، والبيت الأبيض و ووزارة الخارجية، وأعضاء في الكونغرس. وحول محتوى المحادثات التي تم الاطلاع عليها، فقد صرح مسؤول أمريكي كبير بأنها كانت أكثر من مجرد دردشة عادية، حيث كانت النية التنظيمية والإجرامية واضحة"، ولكنه رفض الإدلاء بأي معلومات إضافية شأنه شأن باقي المتحدثين الرسميين في واشنطن. لكن صحيفة "نيو يورك تايمز" كشفت أن أهم ما توصلت إليه أجهزة الاستخبارات الأمريكية هو رسالة من زعيم التنظيم العالمي للقاعدة أيمن الظواهري، يوم الثلاثاء الماضي، الذي طلب من أتباعه تجهيز أنفسهم لضرب المصالح الأمريكية في الدول التي شملها قرار إغلاق السفارات كرد فعل على ما وصفها بالاعتداءات الأمريكية على العديد من الدول الإسلامية، لاسيما الغارات التي تنفذها الطائرات من دون طيار التابعة للجيش الأمريكي على أهداف في كل من باكستان واليمن، والتي أدت مؤخرا الى مقتل نائب زعيم فرع القاعدة في شبه جزيرة العرب السعودي سعيد الشهري. وفي هذا الشأن صرح بروس ريدل المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية والباحث في مركز "بروكينز" أن " قرار الإدارة إغلاق السفارات في بعض الدول والتحذير من السفر إليها طيلة شهر كامل هو دليل على أن التهديد جدي". وكان توجيها صادرا من وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية، من القسم القنصلي بالذات لم تنصح بعدم السفر إلى أي دولة بالذات، لكنها حذرت الأمريكيين من التواجد والتجول في المناطق التي تشهد نشاطات لجماعات إرهابية، ونصحتهم بعرض خطط سفرهم على مصالح الخارجية. وورد في التعليمة "إن الإرهابيين يمكن أن يستعملوا وسائل وأسلحة متنوعة في استهداف المصالح الأمريكية الرسمية والخاصة"، مطالبة المواطنين من الحذر في التواجد في المنشآت السياحية وفي وسائل النقل العمومي البري والبحري و الجوي". ورغم إغلاق السفارات وإطلاق تحذيرات من السفر إلى الكثير من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلا أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية أعلنوا أنه لم تقدم أي أوامر لقواتها للتدخل حتى الآن، خصوصا أنها خصصت قوات في كل من جيبوتي وإسبانيا للتدخل السريع في حالة تهديد مصالح الولاياتالمتحدة. لكن هذه التحذيرات الرسمية في الولاياتالمتحدة لم تقرأ لدى بعض الأوساط على أنها مجرد تهديد من خطر إرهابي، بل على أنها محاولة لتبرير الفضائح التي كشفها العميل السابق في الاستخبارات الأمريكية إيدوارد سنودن، والتي كشف من خلالها أن مصالح الأمن الأمريكية تجسس على أدق تفاصيل الحياة اليومية لمواطنيها عبر رصد اتصالاتهم الهاتفية والدخول الى حساباتهم الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وهي اليوم تحاول إظهار أنها تدخل ضمن جهودها في حماية الأمن القومي ومصالح الولاياتالمتحدة ومواطنيها عبر العالم.